يعتقد مسؤولون أميركيون وغربيون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يعلن الحرب رسميًا على أوكرانيا قبل التاسع من مايو/أيار الحالي، وفقا لما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وبحسب أولئك المسؤولين فإن بوتين يريد إعلان الحرب رسميا عوضا عن استخدام مصطلح “عملية عسكرية خاصة” قبل حلول ما يعرف بـ”عيد النصر” في روسيا، الموافق للتاسع من مايو/أيار، والذي يخلد انتصار القوات السوفيتية على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وإعلان الحرب سوف يتيح لبوتين ، التعبئة الكاملة لقوات الاحتياط الروسية وتجنيد المزيد من الشباب وسط نقص في أعداد الجنود لديه، كما أنه سوف يسمح للرئيس الروسي، الحديث عن وجود إنجاز كبير ولحظة فاصلة بعد فشل حملة الغزو في تحقيق أهدافها المعلن عنها قبل حلول موعد عيد النصر.
وحتى الآن ، أصر المسؤولون الروس على أن الصراع كان مجرد “عملية عسكرية خاصة” بهدف مركزي هو “القضاء على النازية” في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع البريطاني،بن والاس، لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “أعتقد أن بوتين سوف يحاول الابتعاد عن (عمليته الخاصة)”.
وأضاف: لقد اعتاد (الرئيس الروسي) التدرج في التصعيد لكي يمهد الطريق أمام الرأي العام وإقناع الجماهير بأن ما يجري في أوكرانيا هو حرب ضد النازيين”.
وفي تصريحات لموقع “إل بي سي” البريطاني، قال والاس: “نحن جزء من حلف الناتو الذي يضم 30 دولة تتفوق عليه عددًا ولدينا جميع القدرات المتاحة لدينا”.
وأضاف: “أنا لا أخافه، وأعتقد أننا يجب أن نكون ممتنين للغاية في هذا البلد لأن لدينا رادعًا نوويًا”.
وقدر المسؤولون الأوكرانيون أن ما لا يقل عن 23 ألف جندي من قوات بوتين قد قتلوا في الحرب منذ الغزو الروسي.
وفي حال لم يعلن بوتين الحرب بشكل رسمي فإن لديه خيارات أخرى للإعلان عن “بعض الإنجازات” في عيد النصر ومنها إعلان ضم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في إقليم دونباس إلى روسيا على غرار ما فعل في العام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى سيادتها.
وأيضا قد يعلن الرئيس الروسي عن “السيطرة الكاملة” على مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية بعد أسابيع طويلة من القتال ورغم وجود جيب للمقاومة الأوكرانية في مجمع أزوفستال لصناعة الصلب والحديد.
وفي هذا السياق يقول، سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، مايكل كاربنتر، إن واشنطن لديها تقارير استخباراتية موثوقة للغاية تفيد بأن روسيا سوف تحاول ضم لوغانسك ودونيتسك “في وقت ما في منتصف مايو”.
وهناك أيضًا مؤشرات على أن روسيا قد تخطط لإعلان وضم “جمهورية شعبية” في مدينة خيرسون ، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، يوم الاثنين إن هناك “سببًا وجيهًا للاعتقاد بأن الروس سيفعلون كل ما في وسعهم. لاستخدام 9 مايو (عيد النصر) لأغراض دعائية”.
وقال برايس في إفادة وزارة الخارجية: “لقد رأينا الروس يضاعفون جهودهم الدعائية فيما يبدو أنه وسيلة لصرف الانتباه عن الإخفاقات التكتيكية والاستراتيجية في ساحة المعركة في أوكرانيا”.
وتابع: “هناك تكهنات بأن روسيا قد تعلن الحرب رسميًا في 9 مايو.. وسيكون ذلك مفارقة كبيرة إذا استغلت موسكو مناسبة عيد النصر لإعلان الحرب، لأن ذلك قد يعني أنهم يكشفون للعالم عن فشل جهودهم القتالية في أوكرانيا وأنهم يتخبطون في حملتهم وأهدافهم العسكرية “.