ونحن نتطلع لتحقيق أحلامنا التي طال امد انتظارها، لازلنا محبطين ونشعر بالحزن والآسى لمصير بني جلدتنا، فأحلامنا ليست كاحلام بقية الشعوب والمجتمعات، نحن لا نود شيئاً ولا نطمح باموال واراضي غيرنا ولا نود إيذاء أحد او بناء مستقبل على حساب مجتمع اخر بتهجيرهم وقتلهم وسبيهم وطمس هويتهم.
احلام الفرد الإيزيدي تقتصر الحياة كلها بالعيش بسلام في ارضه بين اهله حُراً كريماً، أحلام ابناء جلدتنا النازحين تقتصر فقط على العودة لمنطقتهم والعيش هناك في ظل ذكرياتٍ تجمعهم وسط صدى اصوات ممن فقدوهم من شباب قتلوا دون ذنب، وفتيات ونساء واطفال خطفوا وتم المتاجرة بهن، والعيون تترقب وتنتظر عودتهن على احر من الجمر، الم يحن الوقت بعد لتحقيق هذه الأحلام البسيطة التي هي حق طبيعي، فالحرب انتهت والجميع عادوا إلى مناطقهم.
أسئلة نطرحها ونضع علامات استفهام كثيرة امامها؟ يبدو ان المعضلة والقضية ستبقى تراوح في مكانها دون اجوبة شافية والجريمة التي وقعت في وضح النهار سوف تسجل ضد مجهول، والإبادة التي اعترفت بها اغلب الجهات وبرلمانات العالم سوف تظل حبراً على ورق.
ما نسطره هنا ليست سوى تاملات سجلتها في حوار مع الذات، لكن لرغبة مني بمشاركة بني جلدتي ساطرح العديد من المسائل وهي بكل الأحوال تحتمل الصواب والخطأ، اظن انه قد حان الأوان لنقرر مصيرنا بأنفسنا وان نرسم طريق العودة لشنكال (سنجار) وهي بكل الاحوال سوف تمر بطرق وعرة وابواب كثيرة.
رسم طريق العودة يجب ان يسبقه تفاهمات شنكالية على وضع مصلحة الشنكاليين فوق كل شيء ، فالصراعات لا تخدمنا ابداً وخاصة نحن مكون صغير امام اطراف دولية لهم سوابق في التناحر والصراع لعقود من الزمن.
نحن نحتاج فقط إلى الإستقرار لزرع الأمل في نفوس أهالينا وهذا الإستقرار بكل تاكيد سيليه مد الخدمات وفتح الدوائر من جديد مع تكاتف وتلاحم جماهيري للنهوض من جديد، فالمجتمع الشنكالي كان ولازال يضرب به المثل في المقاومة والصمود والصبر في مواجهة الانفالات والابادات وعبر القرون الماضية.
لن نطيل في الكتابة لكننا سنقول عيوننا كانت تترقب عودة النازحين لشنكال وخلاصهم من المخيمات وليس العودة العكسية للبعض ممن ذهبوا، نقول لاهلنا كونوا أكبر من الصراعات وابتعدوا عن كل شيء لا يخدم قضيتكم، إبتعدوا عن الصراعات التي ليس لنا فيها لا ناقة ولاجمل، كونوا يداً واحدة لكي تحفظوا وجودكم ، لا تحملوا السلاح ضد بعضكم البعض وبالتالي تتحولون من الضحية إلى الجلاد، حتماً هناك لازالت الكثير من الخلايا الداعشية تتحين الفرص المؤاتية لكي تخرج من جحورها فالمشاكل والمعوقات يجب ان تحل بالطرق السلمية وليست بالمواجهات، لقد ادليت هنا برأيي فأعتبروها مناشدة من اختكم وابنتكم.
نتمنى أن نرى بأن أبناء جلدتنا تخلصوا من المخيمات التي تحرقهم بلهيب نار الحرائق ليلاً وفي النهار تحرقهم حرارة الشمس الملتهبة.
نطالب الجميع بوضع السلاح جانباً وتغليب لغة العقل على التصرفات الطائشة التي تتسبب بالنزوح من جديد وتسبب ذرف دموع الامهات بفقدان فلذات اكبادهم وتترمل النساء مع ترك اطفال يتامى، نناشد الجميع بان يكونوا دعاة الخير وزرع المحبة وليس زرع الفتن والتسبب بالمواجهات.
اختم موضوعي بسطور لابد منها وهي دعوة لجميع القوات والاحزاب في شنكال إلى الإسراع في رسم طريق عودة النازحين لاجل اطفالنا الذين ولدو في المخيمات ويحلمون بالخروج منها كالفراشات نحو أرض شنكال فهم يستحقون منكم التضحية بمصالحكم لأجلهم فهم جيل المستقبل ليفتخروا بكم، لا تتركوهم يكبرون في المخيمات فيعتبرونها وطناً لهم.