يتكثف القتال في مدينة ماريوبول الأوكرانية، حيث شهدت قتالا عنيفا، الخميس، في مصنع الصلب المدمر، والذي تسعى فيه قوات موسكو إلى القضاء على آخر معاقل المقاومة واستكمال السيطرة على ميناء المدينة الاستراتيجي، مع مخاوف من اشتداد وطيس المعركة تزامنا مع “يوم النصر” الروسي.
وجاءت المعركة الدامية وسط شكوك متزايدة بأن الرئيس، فلاديمير بوتين، يريد أن يقدم للشعب الروسي نجاحا كبيرا في ساحة المعركة أو الإعلان عن تصعيد الحرب تزامنا مع الاحتفال بيوم النصر يوم الاثنين، وهو أكبر عطلة وطنية في التقويم الروسي، تحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية.
ووفقا لآخر التقديرات الروسية، يحتمي حوالي 2000 مقاتل أوكراني في الأنفاق والمخابئ تحت مصانع “آزوفستال” للصلب الواسع في ماريوبول، المدينة التي تدمرت خلال الشهرين الماضيين. ويعتقد أيضا أن بضع مئات من المدنيين محاصرون في المصنع أيضا.
وقال النقيب، سفياتوسلاف بالامار، نائب قائد فوج “آزوف” الأوكراني الذي قاد المدافعين داخل المصنع، في حديث مع “القناة “24 الأوكرانية إن القوات الروسية كانت داخل المصنع لليوم الثالث وتواجه مقاومة شرسة.
وذكر مستشار وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية، أنطون جيراشينكو، أن الروس تمكنوا من الدخول بمساعدة كهربائي يعرف تصميم المصنع.
وقال جيراشينكو في مقطع فيديو نُشر في وقت متأخر من يوم الأربعاء: “لقد كشف لهم الأنفاق تحت الأرض المؤدية إلى المصنع.، وبالأمس بدأ الروس اقتحام هذه الأنفاق مستخدمين المعلومات التي تلقوها من الخائن”.
ومن شأن سقوط ماريوبول أن يحقق نجاحا كبيرا لموسكو، حيث سيحرم أوكرانيا من ميناء حيوي، ويسمح لروسيا بإنشاء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها في عام 2014 ، بالإضافة إلى توفير المزيد من القوات للقتال في أماكن أخرى في إقليم دونباس، شرقي البلاد، حيث يرى الكرملين أنها هدفه الرئيسي من الحملة العسكرية في الوقت الحالي.
ناشد بالامار العالم للضغط على روسيا للسماح بإنقاذ المزيد من المدنيين من مصانع الصلب إلى جانب القوات الجرحى، بعد أن تم إجلاء حوالي 100 مدني مؤخرا.
وقال عبر الفيديو: “الجنود الجرحى يموتون بمعاناة بسبب نقص العلاج المناسب”.
وطالب الكرملين المقاتلين بالاستسلام، لكنهم رفضوا، واتهمتهم روسيا بمنع المدنيين من المغادرة.
وبعد 10 أسابيع من الحرب المدمرة، ادعى الجيش الأوكراني أنه استعاد السيطرة على بعض المناطق في الجنوب وصد هجمات أخرى في الشرق، مما زاد من إحباط طموحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فبعد محاولته الفاشلة في الاستيلاء على كييف، تتقاتل القوات الأوكرانية والروسية في قرية تلو الأخرى.
وقال قائد الجيش البريطاني، الأدميرال توني راداكين، إن بوتين “يحاول الإسراع لتحقيق نصر تكتيكي” قبل يوم النصر. لكنه شدد على أن القوات الروسية تكافح من أجل التصعيد في دونباس.
وخوفا من وقوع هجمات جديدة تحيط بيوم النصر، حث عمدة مدينة إيفانو-فرانكيفسك، الواقعة غربي أوكرانيا، السكان على المغادرة إلى الريف خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة وحذرهم من التجمع في الأماكن العامة.
وأعلنت مدينة زاباروجيا جنوب شرقي البلاد، والتي تعد نقطة عبور رئيسية لمن تم إجلاؤهم من ماريوبول، حظر تجول من مساء الأحد حتى صباح الثلاثاء.
أصبحت ماريوبول، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ أكثر من 400 ألف نسمة، ترمز إلى البؤس الذي سببته الحرب، حيث تسبب حصارها إلى تعطيل وصول الطعام والماء والدواء والتدفئة لأكثر من 100 ألف مدني.
ومع احتدام المعركة هناك، قصفت القوات الروسية أماكن أخرى في دونباس وواصلت قصفها لمحطات السكك الحديدية وغيرها من أهداف خطوط الإمداد في جميع أنحاء البلاد في محاولة لتعطيل توريد الأسلحة الغربية، والتي كانت ضرورية للدفاع الأوكراني.