1 ــ الحرب في اوكرانيا ليست خاطفة, كما يعتقدها البعض, امر كهذا لم يصدر عن الحكومة الروسية, حيث قال الرئيس فلادمير بوتين,” من تلك الحرب سيتشكل نظام عالم جديد” وفعلاً نرى ملامحه, اكثر وضوحاً وفعالية, فالمواجهات الأقتصادية وحرب العملات, اصبحت حادة ومباشرة, ضمن تكتلات عملاقة جديدة, دولية واقليمية, فهناك روسيا والصين والهند وروسيا البيضاء وفنزولا, وسوف لم تتأخر عن ذلك, السعودية والمجر وايران ومصر والأمارات والجزائر, والقائمة تطول, وستتواصل الضربات على “يافوخ” العملات الصعبة, كالدولار واليورو, فالمواجهات مفتوحة على عدة اصدة, وفي مقدمتها العسكرية والأقتصادية والسياسية, وكذلك الأتفاقيات الأستراتيجية الجديدة.
2 ــ من تلك المواجهات المتسارعة, ستكتمل ولادة العالم الجديد, ويدخل عالم القطب الأمريكي الأوحد, وغلافه الأوربي, نعش الشيخوخة, وتصبح منظماته غير الأنسانية, كهيئة الأمم ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية, وكذلك منظمة حقوق الأنسان, ومنظمات اخرى لا حصر لها, وافتعال الديمقراطيات والحريات, كرأس حربة في تجهيل وافقار واذلال, شعوب اسيا وفريقيا وامريكا اللاتينية, ستصبح تلك المنظات خارج الخدمة, ولا تصلح للأستعمال, في عالم جديد, يغمره العدل والأمن والمساوات, وحق الجميع في الأحتفاظ بثرواتهم الوطنية, والعدل في توزيعها داخلياً.
3 ــ ليس بعيداً ستواجه امريكا, وكذلك اطارها الدولي والأقليمي, حق ضحاياها من شعوب العالم في مسائلتها, وعليها ان تدفع ثمن جميع الأضرار’ التي سببتها حروبها واحتلالاتها وحصاراتها وعقوباتها, لشعوب العالم, المتورطة بهيمنتها وغطرستها, عبر تاريخ تمردها ووحشيتها, والضريبة ستكون ثقيلة عليها, روسيا ورغم كفائتها, ليس وحدها في اوكرانيا, فهناك انظمة وشعوب, تنزع خوفها وتغرز اصابعها في عيون امريكا, وخناجر عملاتها تخترق خاصرة الدولار, انها فرصة التسامح والتصالح, بين مختلف الأنظمة بعد تهذيب سلوكها, وكذلك بين الشعوب وانظمتها, عبر متغيرات جذرية, تجعل من الهويات الوطنية, قاسم مشترك لا يمكن التحايل عليه, حينها لا يصح الا الصحيح.
4 ــ كعراقي ارى من واجبي, ان اهتف بالشكر لتضحيات الشعب الروسي, وهو يدفع بأتجاه انسنة العلاقات الدولية والأقليمية, بعيداً عن كوارت التدخلات الخارجية, وكل اشكال الفتن والتآمر الدموي, وكعراقي ايضاً تستفزني مقالات, البعض من المتأمركين, عندما يتوجعون من دكتاتورية بوتين!!, ويبتلعون مضمون اعجابهم, بديمقراطية!! جو بايدن, انهم ومع الأسف, لا يستطيعون الفطام, عن مراضع خالتهم امريكا, حتى استقرت اصابات الشلل, الفكري والسياسي في مفاصل وعيهم, فاصبحت مقالاتهم جرعات اضافية, لما يعانيه العراق دولة ومجتمع, من طاعون الخالة العتيدة, فالعراق بحاجة الى ابناءه, كي يرفعوا عن صدره, ثقل حكومات الفساد, وديمقراطية المكيدة, ودستور الفتنة, وفدرالية الفرهود والتقسيم, ليصبحوا جديرين بالمشاركة, ويبقى ثوار الأول من تشرين, اول الغيث العراقي, في صنع العالم الجديد.
07 / 05 /2022