قصد إخراج فيلم مدته أقل من دقيقتين للحديث عن أكثر المواضيع حساسية في المجتمع العربي ، واستطاع أن ينقل معاناة المرأة في الشرق الأوسط من خلال فيلمه القصير ، وبالتالي تفوق على الأفلام الطويلة التي صنعت بميزانيات ضخمة التي قدمت نفس المواضيع .. لهذا السبب تم اختيار فيلمه (حكي أبيض ) كواحد من افضل خمسة وعشرين فيلمًا لعام 2019 وفقًا لـ Filminute في كندا .. لكن هل قصد محمد عابدين بإخراج أول فيلم وثائقي طويل له من أجل انتقاد الحزب الديمقراطي الكردي السوري؟
قال المتحدث باسم حزب الديمقراطي الكردي السوري الأستاذ نافع عبد الله ، إن المخرج يتهم الحزب باتهامات كاذبة غير موجودة في الواقع . من خلال فيلمه الذي يقال أنه يدور حول فرقة فلكلوريا للرقص بعنوان (لشكر) ممنوعة من الرقص من قبل الحزب. لكن الفيلم لم يعرض بعد ، يعتبر انتقاد الأحزاب الحاكمة من المحرمات السماوية .. فلماذا يضع المخرج حياته على المحك؟ ليرد الأستاذ نافع عبد الله . هناك عدة احتمالات ، أولها أن المخرج تلقى رشاوى من الأحزاب ضدنا ، وهذا هو السبب الأكثر ترجيحًا كون المخرج لا يزال صغيرًا ولا يفهم بسياسة!!، أو الاحتمال الثاني ، في اعتقاده ، أن انتقاد حزب ليس له ماض أسود سيفتح أبواب الحديث ، وهذا الشيء سيجعل فيلمه ناجحًا. خاصة أنه لم يتوقع أن الحزب سوف يعلم بفعلته السوداء،
لكن على أي حال كنا سنعرفه والآن علمنا قبل تقديم الفيلم حتى .. وأضاف أن حزبنا هو حزب الأب الخالد ، حزب ذو النهج الخالدة ورسالته السلام و لن يصدق أحد فيلمه سواء الأعداء. وختم حديثه بالقول : إن كل من يحاول إلحاق الأذى بنا سيعاقب أمام الله أولاً ثم العدل ، ورده على الصحف التي وقفت بجانب المخرج. قال إنها ليست سواء، فهي صحف مزيفة على الإنترنت لا يعرفها أحد ولا نعترف برأيهن .. لكنه لم يكن على علم بأن إحدى أشهر الصحف الكردية ( أفرو) في شمال عراق كتبت عن القضية في طبعتها الأخيرة ..
أخرج هذا المخرج الشاب عابدين ثلاثة أفلام قصيرة تناول فيها عدم المساواة واضطهاد المرأة وقسوة رجال الدين المتطرفين، بينما لم يخرج أبدًا فيلمًا موجهًا نحو السياسة ، وصور فيلما وثائقيا عن الحرب الاكراد مع داعش، عرض الفيلم الذي كان يحمل عنوان استقبال الموت من إخراج امرأة في مهرجان دهوك السينمائي الدولي ، وحضره أكثر من ألفين شخص ، وتم تكريمهم لشجاعتهم في التصوير. بينما فيلمه هذا لن يحظى بفرصة عرضه أمام جمهور كردي سواء في دور السينما أو المهرجانات الكردية.
بل سيُعرض أمام الجماهير الأجنبية فقط. وهذا ما نعتقد أنه من غير العدالة أن لا يتمكن المشاهد الكردي من تقييم الفيلم ومصداقيته. خاصة بعد توجيه أصابع الاتهام إلى أحد المهرجانات الكردية التي كانت تنوي
عرض الفيلم ربما هذا ما يحاول المخرج قوله من خلال فيلمه. يجب أن يظل الفن مستقلاً .. وربما لا شيء سوى فيلما يحاول إيذاء الحزب كما يطلق عليه مناصري هذا الحزب ،