خلال الاشهر الاخيرة ولأکثر من مرة أعلنت مصادر من داخل المحادثات الجارية في فيينا عن قرب التوصل الى إبرام الاتفاق النووي وحتى إن الوفد الايراني نفسه قد لعب دورا بهذا الصدد، ولکن لم يتحقق شئ من ذلك وظلت المحادثات متواصلة ويتم بين فترة وأخرى تسريب معلومات منها توحي بشئ من التفاٶل، ولکن من دون أن يکون من أي تجسيد لذلك على أرض الواقع، والذي يبدو واضحا بعد کل هذه الاشهر من محادثات ماراثونية غريبة من نوعها، هو إنه ليس هناك مايمکن أن يدل على قرب التوصل الى إتفاق.
ليس قلة بل وحتى إنعدام المراهنين على إمکانية التوصل لإتفاق نووي في فيينا، هو مايمکن الإشارة إليه والتوقف عنده، وبشکل خاص بعد أن قامت طهران بإقحام موضوع شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية وجعلت شرطا لها في المحادثات، ويبدو إن طهران ومن خلال شرطها هذا قد أکدت مرة أخرى حقيقة القلق والتوجس السائد في بلدان المنطقة من النوايا المبيتة لطهران من جانب ومن المسايرة المشبوهة للغرب لها وإمکانية أن تتم صفقة على حساب مصالح وأمن وإستقرار بلدان المنطقة، خصوصا بعد أن لم تعد بلدان المنطقة تسعى لتصديق تأکيدات البلدان الغرب بعدم إبرام أي إتفاق على حسابها، لکن إتفاق عام 2015، کانت البلدان الغربية قد وعدت نفس الشئ لکن الذي حدث هو إتفاق کان لصالح طهران على حساب بلدان المنطقة وقد تبين آثاره الکارثية فيما بعد والتي إعترف بها أکثر من مسٶول غربي.
السٶال الذي يطرح نفسه هو الى متى حالة”الاتفاق واللاإتفاق” تسود في فيينا، وهل إن الدول الغربية تعلم وتعي بأن مثل هذه الحالة السلبية خدمت وتخدم النظام الايراني لوحده وإنها ومن خلال مساعدتها على إستمرار هذه الحالة فإنها تساعد من حيث تدري أو لاتدري النظام الايراني للتوصل الى إنتاج القنبلة النووية وحيازتها!