سمحت السلطات السويدية، الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، لزعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي المتطرف، راسموس بالودان، بتنظيم مظاهرة من أجل حرق نسخ من القرآن الكريم قرب مساجد في 5 مناطق بالبلاد.
ويأتي السماح بالمظاهرات بعد طلب تقدم به بالودان لتنظيمها في منطقتي “هالوندا” و”هوسبي” بالعاصمة ستوكهولم، ومدن غوتبورغ وبوراس وتررولهاتن يومي 12 و13 مايو/أيار الحالي.
ووفقاً لبيان للشرطة، فإنها وافقت على تنظيم المظاهرات وحذّرت المناهضين لتلك المظاهرات من القيام بأعمال شغب.
“حرق القرآن لا يعتبر حرية تعبير”
وفي السياق ذاته، أكد خبير العلوم السياسية بجامعة غوتبورغ بو روثستين، أنّ حرق كتب خاصة مثل القرآن لا يعتبر حرية تعبير، مشدداً على ضرورة اعتباره “جرماً عالمياً”، وذلك في مقالة له لصحيفة “إكسبرس”.
كما طالب خبير العلوم السياسية بإدراج حرق القرآن ضمن الحظر السياسي لحرق الكتب جماعياً الذي صدر في أوروبا عقب إحراق 25 ألف كتاب عام 1933 من قبل ألمانيا النازية.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف بالودان الذي يحمل الجنسيتين السويدية والدنماركية مؤخراً، من أنشطته لإحراق نسخ القرآن الكريم، والتي يقوم بها منذ عام 2017، كما مارس بالودان أعماله الاستفزازية طيلة شهر رمضان من العام الماضي قرب أحياء المسلمين ومساجدهم، وسط حماية من الشرطة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أسفرت صدامات بين محتجين على حرق القرآن والشرطة عن إصابة 104 عناصر شرطة و14 متظاهراً وتدمير 20 سيارة شرطة.
احتجاجات ضد حرق القرآن الكريم
بينما تجمع مئات الأشخاص، السبت 23 أبريل/نيسان، في العاصمة السويدية ستوكهولم؛ للاحتجاج على حادثة حرق نُسخ من القرآن .
إذ شارك نحو 500 شخص في الاحتجاج الذي نظمه حزب “الألوان المختلفة” (نيان) أمام البرلمان السويدي بالعاصمة ستوكهولم. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها “توقَّفوا عن حرق القرآن “، و”توقَّفوا عن إهانة المسلمين”.
وفي حديث لـ”الأناضول”، قال زعيم حزب نيان، ميكائيل يوكسيل، إنَّ حرق القرآن “جريمة كراهية ولا مكان لها في الدول الديمقراطية”، مؤكداً أنه كان على الشرطة ألا تسمح لبالودان بحرق القرآن، مضيفاً أنه “من الناحية القانونية نقول لكم إن هذا خطأ”.
من جهتها، اتهمت الحكومة السويدية “جهات فاعلة من دول أجنبية” بالوقوف وراء الأحداث التي اندلعت إثر إقدام زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي، راسموس بالودان، على إحراق نسخة من القرآن الكريم.
جاء ذلك في تصريحات لوزير العدل مورغان جونسون، أدلى بها لصحيفة أفتونبلاديت، تعليقاً على إصابة 26 شرطياً و14 متظاهراً وتدمير 20 سيارة شرطة خلال مظاهرات اجتاحت عدة مدن في البلاد خلال عطلة عيد الفصح.
كما أشار جونسون إلى أن “حكومات دول مثل العراق وإيران، في قلب هذه الأحداث”. وأضاف: “بالودان عدو للسويد، وأكثر من يتسبب بإيذائها، نرى كيف أن بعض الفاعلين بالشرق الأوسط يحددون الأجندة في السويد باستغلال هذا الأمر، هناك فاعلون من دول أجنبية وراء هذا”.