أجبر سكان مجمع دوكري في قضاء سنجار، عدة قوى مسلحة على إخلاء مقراتها واشترطوا تواجد الشرطة المحلية فقط، جاءت هذه الخطوة بعد ايام على التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية.
عناصر وحدات مقاومة سنجار و قوات آسايش ايزيدخان انسحبت من مجمع دوكري بناحية سنوني وأخلوا مقراتهم.
وقال مدير ناحية سنوني غربي سنجار، خوديدا جوكي، لـ(كركوك ناو)، إن “قوات اليبشة وآسايش ايزيدخان والجيش العراقي انسحبت من مجمع دوكري وتتواجد حالياً الشرطة المحلية فقط”.
دوكري، مجمع سكني يقع شمالي ناحية سنوني ويقطنه الايزيديون، شهدت المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية مواجهات مسلحة بين اليبشة والجيش العراقي.
من جانبه قال قائد قوات حماية ايزيدخان، حيدر ششو، لـ(كركوك ناو)، “سحبنا قواتنا بناءً على طلب الأهالي،… لم يتبق أي عنصر من البيشمركة هناك وهذه خطوة جيدة لمعالجة الوضع الأمني ي سنجار”، واقترح ششو اتخاذ خطوات مماثلة في مناطق القضاء الأخرى وأن تتولى الشرطة المحلية فقط مسؤولية حماية المواطنين”.
قوات بيشمركة ليزيدخان التي انسحبت من مجمع دوكري كانت تتألف من 25 عنصراً.
خوديدا ألياس، مسؤول مجلس الادارة الذاتية في سنوني، قال لـ(كركوك ناو)، “كانت لدينا ثلاث نقاط عسكرية في دوكري، سحبنا قواتنا الى مناطق أخرى بناءً على طلب أهالي المنطقة، حالياً لا يوجد أي من مقاتلينا في دوكري وأطرافها.”
وكان سكان مجمع دوكري قد نظموا في 6 أيار تجمعاً احتجاجياً وطالبوا ببقاء الشرطة المحلية فقط.
“لدينا تفاهم مع الجيش يقتضي أن ينسحبوا أيضاً، لكنهم لم ينسحبوا حتى الآن، في الوقت الذي يطالب فيه الأهالي ببقاء الشرطة الكحلية فقط”، حسب ألياس.
قوات الجيش لا زالت متواجدة في دوكرى ولم تنسحب منها، لكن قوات اليبشة انسحبت من المجمع بأمر الحكومة العراقية
وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) دخلت في اشتباكات مع الجيش استمرت عدة أيام منذ الثاني من أيار الحالي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، إضافة الى نزوح ما يقرب من ألفي عائلة من مناطق مختلفة في سنجار الى المخيمات الواقعة في محافظة دهوك، قبل أن يتوصل الجانبان الى اتفاق لوقف إطلاق النار.
سعد قاسم، مسؤول إعلام الفرقة 20 للجيش العراقي في سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، “قوات الجيش لا زالت متواجدة في دوكرى ولم تنسحب منها، لكن قوات اليبشة انسحبت من المجمع بأمر الحكومة العراقية.”
تعتبر وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) وآسايش ايزيدخان قوات مقربة من حزب العمال الكوردستاني، ويشكل الايزيديون الغالبية العظمى فيها، وهي تخضع لسلطة مجلس الادارة الذاتية في سنجار.
يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل، ادارياً يتبع محافظة نينوى لكنه من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان. اجتاح مسلحو تنظيم داعش القضاء في 3 آب 2014، وتمت استعادته في 13 تشرين الثاني 2015.
وتشهد مناطق متعددة من سنجار منذ أيام تجمعات احتجاجية ينظمها الناشطون والأهالي للمطالبة بإنهاء التوتر وانسحاب القوى والفصائل المسلحة منها.
صلاح سالم، من سكنة مجمع بورك بناحية سنوني، قال لـ(كركوك ناو)، “في 7 أيار، أغلقنا الطريق الرئيسي في المنطقة لأكثر من أربع ساعات ولدينا مطلب بسيط وهو خروج جميع القوات المسلحة، أرجوكم دعونا نعيش بسلام، نشكر كل من دافع عن الوطن والناس، لكننا الآن لا نريد بقاء اية قوة مسلحة، باستثناء الشرطة المحلية.”
وشدد صلاح، “لن نتراجع عن مطلبنا الى أن تنسحب جميع القوات المسلحة.”
في الوقت الحاضر، تعتبر الحكومة العراقية تنفيذ بنود اتفاق سنجار 2020 المبرم بين الحكومة الاحادية وحكومة اقليم كوردستان السبيل الوحيد لحل قضية سنجار والذي ينص على ضرورة أن تخلي القوات المقربة من حزب الاعمال الكوردستاني مقراتها في سنجار، غير أن الاتفاق لم ينفذ حتى الآن في ظل تواجد ثمانية قوى مسلحة مختلفة في القضاء.
عمار عزيز – سنجار