في صورة تظهر الحالة المزرية التي وصل إليها المواطن الإيراني في ظل نظام يصر على تصدير أزماته الداخلية والانشغال عن مواطنيه ببناء استطالات عسكرية وسياسية خارج الحدود والتدخل السافر في شؤون الدول الجارة واتخاذها خطوط دفاع أولية عن مصالها، انتشرت على مدى الساعات الماضية، مقاطع مصورة تقاتل المواطنين على المواد الغذائية والسلع، فضلا عن تكسير ونهب بعض المحال بهدف الحصول على سلع غذائية، لاسيما بعد رفع أسعارها بشكل مفاجئ من قبل السلطات.
كما بينت الفيديوهات الزبائن المذعورين يجتاحون المتاجر ويعبئون السلع الأساسية في أكياس بلاستيكية كبيرة.
بعد أن أظهرت مقاطع سابقة طوابير الغلاء حيث وقفت صفوف المتسوقين طويلة أمام المحلات في انتظار الحصول على بعض المواد الغذائية، إلى جانب إفراغهم رفوف محلات البقالة في أنحاء البلاد خلال ساعات قبل دخول رفع الأسعار حيز التنفيذ، في مشهد يعكس حجم القلق والذعر والارتباك لدى الشعب المنهك من تراجع القوة الشرائية للعملة المحلية واضمحلال الطبقة الوسطى.
إذ رفعت إيران، أمس الخميس، بشكل مفاجئ أسعار مجموعة مختلفة من السلع، منها زيت الطعام والدجاج والبيض والألبان، بنسبة تصل إلى 300 في المئة، في أعقاب تراجع العملة الإيرانية لتصل إلى 300 ألف ريال مقابل الدولار.
بموازاة ذلك، أشارت العديد من التقارير إلى انقطاع وتعطيل الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وانخفاض حاد في سرعة الإنترنت في أجزاء مختلفة من إيران، ووفقا لمجموعة “نتبلوكس.أورغ” المعنية بمراقبة أنشطة الإنترنت.
تجددت الاحتجاجات في محافظة خوزستان غرب إيران منددة بارتفاع الأسعار، حيث ردد خلالها المتظاهرون هتافات ضد المسؤولين الإيرانيين.
فقد هتف المتظاهرون في مدينة دزفول “الموت لرئيسي” في إشارة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، و”الموت للغلاء” وذلك خلال تجمع احتجاجي، أول مساء أمس الأربعاء.
في المقابل، أرسلت القوات الأمنية في دزفول ومحافظة خوزستان عدداً كبيراً من رجال الشرطة والأمن إلى مكان التجمع ليلاً لفض الاحتجاجات.