الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeالشاشة المتحركةفنلندا تترشح رسميا للانضمام للناتو.. وخبراء يفندون خيارات الرد الروسي

فنلندا تترشح رسميا للانضمام للناتو.. وخبراء يفندون خيارات الرد الروسي

فنلندا تسعى نحو الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)
فنلندا تسعى نحو الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)

أعلنت فنلندا رسميا، الأحد، ترشيحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعدما عزز الغزو الروسي لأوكرانيا مخاوفها من “الاستفزازات” الروسية، وهو ما يمكن اعتباره “نكسة استراتيجية كبرى” لروسيا، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

ويعني الغزو أيضا أنه ليس هناك الكثير مما يمكن لروسيا أن تفعله حيال تلك الاستفزازات، فالجيش الروسي متورط بقتال عنيف في أوكرانيا، وقد استنزفت صفوفه بسبب الخسائر الفادحة في الرجال والمعدات، كما تقول الصحيفة.

وقد سحبت روسيا قواتها من الحدود مع فنلندا لإرسالها إلى أوكرانيا، الأمر الذي يضعف موسكو على تهديد فنلندا عسكريا.

وتزود روسيا فنلندا بكميات صغيرة من الغاز والنفط، لكن فنلندا كانت تستعد بالفعل لقطع تلك الإمدادات تماشيا مع قرارات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا عقب غزو أوكرانيا، وتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.

وجاءت إحدى الردود الروسية المبكرة والمحتملة، السبت، بإعلان شركة RAO Nordic الروسية المملوكة للدولة أنها أوقفت تزويد فنلندا بالكهرباء، ربما كنوع من “العقاب” على نيتها الانضمام للناتو، لكن روسيا ألقت باللوم على العقوبات الغربية في هذه الخطوة، قائلة إنها جعلت من الصعب على روسيا تلقي المدفوعات مقابل الإمدادات.

وتجاهلت فنلندا ذلك، وقال مسؤولون فنلنديون إنهم يقلصون بالفعل منذ مدة واردات الكهرباء الروسية، وأكدوا أن الكهرباء الروسية تمثل 10 في المئة فقط من الاستهلاك.

وتقول الصحيفة إنه “قد تحاول روسيا شن هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الفنلندية”، لكن فنلندا لديها أنظمة متطورة للغاية قادرة على مواجهة أي هجوم مماثل، حسبما قال الجنرال المتقاعد، بيكا توفري، وهو الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الفنلندية.

وقال توفري: “ليس لديهم (الروس) في الواقع الكثير مما يمكنهم استخدامه لتهديدنا. ليس لديهم قوة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية”.

ويقلب قرار فنلندا بخصوص الانضمام إلى الناتو توازن القوى على طول الحدود الشمالية لحلف الناتو. وفي الأيام المقبلة، من المتوقع أن تحذو السويد حذو فنلندا وتسعى أيضا للحصول على عضوية الناتو.

لكن انضمام فنلندا سيكون له التأثير الأكبر على روسيا، ويضاعف “حجم الحدود البرية” لروسيا مع الناتو، ويطوق موانئها الثلاثة بالكامل على بحر البلطيق، وفقا للصحيفة.

وعلى مدى عقود، امتنعت فنلندا عن الانضمام إلى الناتو خوفا من استفزاز جارتها الأكبر المسلحة نوويا (روسيا). وقد أبقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مخاوف فنلندا “حية” عبر تهديدات مبطنة بالحرب وأعمال استفزازية في المجال الجوي والبحري الفنلندي.

وقلب غزو أوكرانيا حسابات فنلندا وعزز مخاوفها من روسيا، مما دفع الفنلنديين إلى استنتاج أنهم سيكونون “أكثر أمانا تحت مظلة الناتو الوقائية” بدلا من تركهم وحدهم للتعامل مع روسيا.

وتشير استطلاعات رأي نشرتها الصحيفة، دون ذكر مصادرها، إلى أن 20٪ فقط من الفنلنديين كانوا يؤيدون الانضمام إلى الناتو قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وبحلول مايو، وصل هذا الرقم إلى 76 في المئة.

واستنتج الفنلنديون أن “الأداء السيئ غير المتوقع للجيش الروسي وانتكاساته بساحة المعركة في أوكرانيا” يشير إلى أن الجيش الروسي لم يعد يشكل التهديد الذي كان يمثله من قبل، على حد قول توفري.

وقال توفري: “روسيا ضعيفة الآن لدرجة أنهم لا يستطيعون المخاطرة بهزيمة مذلة أخرى”. إذا حاولت روسيا إرسال قوات إلى فنلندا “في غضون يومين، سيتم القضاء عليهم. خطر الهزيمة المذلة كبير، ولا أعتقد أنهم يستطيعون تحمل ذلك”.

وقالت لورين سبيرانزا، مديرة الدفاع والأمن عبر الأطلسي في مركز تحليل السياسة الأوروبية: “إنها لحظة مثيرة للسخرية حقا”، فبالنسبة للكرملين، كان ردع توسع الناتو أحد أهداف بوتين المعلنة في مهاجمة أوكرانيا، التي كانت تسعى للحصول على عضوية الناتو.

وأشارت إلى أن فنلندا والسويد لم تريدا فعلا ذلك حتى غزو روسيا لأوكرانيا.

وأضافت سبيرانزا: “لا يعاني بوتين فقط من الفشل الذريع فيما يتعلق بأهدافه العسكرية في أوكرانيا، ولكنه أيضا قام بتوسيع الناتو، وهو عكس ما كان يريده تماما، وذلك يسلط الضوء على سوء التقدير الاستراتيجي الهائل الذي حدث”.

وبالفعل، يبدو أن موسكو تخفف من تهديداتها بالانتقام. وفي مكالمة هاتفية، السبت، أخبر بوتين الرئيس الفنلندي، سولي نينيستو، أن قرار فنلندا الانضمام إلى الناتو “خاطئ” ويمكن أن يكون له “تأثير سلبي” على العلاقات الروسية الفنلندية، لكنه لم يوجه تهديدات محددة، وفقا للكرملين.

نينيستو، الذي بادر بالاتصال، أخبر بوتين بصراحة أن “غزوه” لأوكرانيا هو الذي دفع فنلندا إلى طلب الحماية التي يوفرها حلف الناتو​​، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.

وقال نينيستو: “كانت المحادثة صريحة ومباشرة ولم تشهد توترا. اعتُبر تجنب التوتر أمرا مهما. الاتصال تم بمبادرة من فنلندا”.

وأكدت هلسنكي أن الدولة الاسكندنافية “تريد التعامل مع القضايا العملية المتمثلة في كونها دولة مجاورة لروسيا بطريقة صحيحة ومهنية”.

وفي الأسابيع التي سبقت إعلان فنلندا، حذر مسؤولون روس من تداعيات وخيمة لانضمامها إلى الناتو، وألمحوا إلى إمكانية نشر أسلحة نووية في المنطقة المجاورة وإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود الفنلندية.

ومنذ ذلك الحين أصبح القادة الروس أكثر حذرا، قائلين إن رد روسيا سيعتمد على المدى الذي يذهب إليه الناتو نحو تعزيز وجوده على حدودها.

أسباب تكشف هدف إردوغان من معارضة ضم فنلندا والسويد للناتو
أعرب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن شكوكه بشأن احتمال انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، في واقعة تشير  إلى “عقبة كبيرة” في طريق انضمامهما إلى الناتو، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”.

وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إنه “من المرجح جدا ألا تتطلب عضوية فنلندا وجودا كبيرا لقوات الناتو على أراضيها. وتمتلك فنلندا جيشا قويا ومجهزا تجهيزا جيدا، وأجرى تدريبات منتظمة مع دول بالناتو. وجيشها مدمج بشكل جيد بالفعل مع أنظمة الناتو العسكرية”.

وختم توفري حديثه قائلا: “الفنلنديون اعتادوا لعقود على العيش مع قوة معادية محتملة على حدودهم (روسيا)، ولا يشعرون بالتهديد المفرط. لقد تعودنا على حقيقة وجود الروس هناك. معظم الفنلنديين ليسوا قلقين للغاية حيال ذلك”.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular