الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتريغان ومهزلة حرب النجوم والرئيس بايدن والحرب في أُوكرانيا :مصطفى محمد غريب

ريغان ومهزلة حرب النجوم والرئيس بايدن والحرب في أُوكرانيا :مصطفى محمد غريب

 

الدول الاستعمارية الامبريالية هي المسؤولة الرئيسية عما جرى من حروب ومآسي واحتلال بلدان الغير بالقوة العسكرية أو التدخلات الاقتصادية بما فيها العولمة الرأسمالية بجميع خصائصها السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها

وعلى امتداد حقب تاريخية بقت  تتحكم بمفاصل الحركة العالمية على المستوى الخاص للدول أو بما يخص العالم في العلاقات الدولية وتأثيراتها على مجريات الأمور وبخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وفشل دول اوربا الشرقية وانهيار أنظمتها السياسية، ولا بد أن نشير ولو بشكل سريع ان الدول الرأسمالية الصناعية الرئيسية هي الأكثر جشعاً واستغلالاً وهيمنة على الموارد والثروات الطبيعية في الدول الأخرى وبضمنها الدول النامية والفقيرة إضافة إلى استغلالها لشغيلة اليد والفكر، وتعتبر الولايات المتحدة الامريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي القطب الواحد في العالم وصارت تتحكم وتقرر حسب مصالحها ومصالح الدول الرأسمالية وحلف الناتو العدواني.

تنفرد الإدارات الامريكية بدور رئيسي في عمليات العلاقات الدولية وتأثيراتها في المجالات الأخرى وقد لعبت أكثر من دور في الاستغلال والعدوان والتدخل في مختلف الظروف والوقائع والاحداث والعلاقات بين الدول وتلعب دوريين مهمين يحتويان على جملة من الاحكام والافعال

الأول: الإدارة الأمريكية وهي دائرة موظفين تبدأ من الراس ثم الأطراف عند دهاقنة الرأسمال لحمايته وحماية مصالحهم كونهم الطبقة التي تحكم ولا يمكن أن يختاروا طريقهم وسياستهم الخاصة إلا بموافقة ومباركة الدهاقنة، وهناك أمثلة على اقصائهم حتى رؤسائهم حسب الطريقة والمصلحة الطبقية.

ثانيا: التحكم بمفاصل السياسة الخارجية ورسم سياستها التي تعتمد بالدرجة الأولى على استراتيجية بعيدة المدى نسبياً وتكتيكية ترتبط بالحاضر ومن الممكن اجراء تغييرات عليها بما فيها التنازل في المصالح الآنية لصالح الاستراتيجي الذي هو المصالح الثابتة التي هي عبارة الخط الأحمر الذي لا يمكن المساس به أو التجاوز عليه.

التجارب مع هذين الأمرين كثيرة داخلية أي السياسة الامريكية الداخلية والسياسة الخارجية التي فيها من الوقائع التي لا تحصى وبخاصة تدخلاتها العسكرية وتدبير الانقلابات العسكرية وتغذية الحروب الداخلية أو الحصار الاقتصادي.

يستفيد الانسان من تجارب التاريخ وحوادثه كي لا يقع في مطبات الفخاخ التي تنصب له أو تخطط للإيقاع به هذا على المستوى الفردي الخاص أما فيما يخص العام وهو أخطر وأشمل فإن الشعوب تستطيع التمييز وبخاصة إذا تسنت لها ظروف الحريات العامة والخاصة ولهذا نجد دهاقنة الرأسمال وحواشيهم وكل قوى اليمين الرجعي والحكومات الرجعية تفعل المستحيل للهيمنة وتتبع طرق عديدة في منع تطور الوعي الاجتماعي وفق فسحة من الحريات والديمقراطية.

الإدارة الامريكية الحالية  (لسنا في صدد الإدارات التي سبقتها ما عدا حقبة الرئيس الأسبق ريغان وغزو الفضاء)  هذه الإدارة ورئيسها بايدن حققت خطى جريئة في مساله دفع الروس للحرب مع أوكرانيا ونحن نشهد الآن ما مدى الدمار والخسائر وفي مقدمتها البشرية جراء هذه الحرب بين نظاميين رأسماليين

الأول: روسيا الاتحادية الرأسمالية بقيادة فلاديمير فلاديميرفيتش بوتين

الثاني:  أوكرانيا الدولة الرأسمالية التابعة بقيادة الممثل فولوديمير زيلينسكي

فروسيا التي تجهد لوضع قدمها في العودة إلى موقع الاتحاد السوفيتي وعدم السماح بنمط القطب الواحد ومعارضة الدول الرأسمالية وحلف الناتو لهذا التوجه وخلق المشاكل أمام تطور روسيا والاستيلاء على الأسواق العالمية ،وهنا فالحرب هي الآفة التي سوف تنخر النظام الرأسمالي في روسيا وكبح توجهات حكامها من مواصلة السعي لتقسيم العالم إلى قطبين متناقضين حسب القاعدة التناقض الرأسمالي الأساسي، خدعة انطلت على الروس بشكل غريب وهي أي روسيا لم تفطن لها ولم تستفد من قضية حرب النجوم التي طرحها رونالد ريغان في 1983 حيث أعلنت الإدارة الامريكية سعيها لتطوير قوتها العسكرية الفضائية ” لمواجهة هجمات صاروخية فضائية بخطة ستار ورز” وأعلنت عن الرقم الذي تستثمره وهو مقدار 800 مليار دولار وسوف تكتمل هذه المهمة المخطط لها في عام 1994 واشترك معها الحلفاء فرنسا وألمانيا وبريطانيا  وحتى إسرائيل.

أن المهزلة ظهرت كونها مهزلة فعلية لأن الإدارة الامريكية الغت الخطة في بداية التسعينات من القرن العشرين  بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي جرته لسباق التسلح بهدف تدمير خططه الاقتصادية وإفشال الخطة الخمسية  وأصبح سباق التسلح لحرب النجوم وتكلفته الكبيرة  عبء على الاقتصاد السوفيتي حينذاك، وظهرت أنها خطة ” وهمية ” رسمتها الإدارة الامريكية ، وكانت الخطة الوهمية دفع الاتحاد السوفيتي إلى سباق التسلح الذي وضعه الرئيس رونالد ريغان  ونجح في هذا المضمار وأعتبر من الأسباب الرئيسية  في انهيار الاتحاد السوفيتي والاجهاز على دول اوربا الشرقية التي كانت تحت طائلة اسم المعسكر الاشتراكي، هكذا كانت تلك التجربة  حول الخطة الوهمية، واليوم امام الخطة التي وضعتها الإدارة الامريكية لجر روسيا وفق مخطط عُمل به منذ ان وجدت ان روسيا ستشاركها القطب الواحد وهي تجربة قاسية كان من الضروري أن يلتفت اليها بوتن وقيادة روسيا بما فيها الحزب الشيوعي الروسي،  فالحرب ليست سفرة ترفيهية وبخاصة اذا كان المقابل مسنود لوجستينا ومتحالف لتمرير خطة تدمير نهوض روسيا من جديد، فالنظام الاوكراني التابع لا تهمه قضية تدمير بلاده ولا مسالة استقلالها بقدر إرضاء الإدارة الامريكية وهو أساساً خاضعاً لها، وما كشف عن المختبرات الكيميائية والجرثومية والفايروسية دليل على الخدمة الجليلة للإدارة الامريكية، وروسيا الرأسمالية الطامحة لأن تكون نداً في قمة تقاسم القطب  لم تكن بخيلة في محاولات جر العالم لحرب ثالثة ونووية حسب تصريحات بوتن غير المسؤولة وتدخلاتها في حروب أخرى معروفة وهي عبارة عن نزيف لاقتصاد روسيا يدفع ثمنه الشغيلة تحت طائلة القوانين الرأسمالية الجائرة في روسيا، ولا يخجل الطرفان الأوكراني والروسي عندما أعلنا الاحتفال بيوم النصر العالمي على النازية في 9 / 5 / 2022، لا يخجلان من ضحايا الشعوب السوفيتية التي يقدر عددها  بأكثر من 25 مليون انسان ضحوا من أجل القضاء على النازية التي تمثل الجناح الرجعي اليميني في النظام الرأسمالي والقضاء علية وإنقاذ البشرية.

أن الحرب الآن في طور جديد بعد تدخل الولايات المتحدة الامريكية المستفيدة الوحيدة من الحرب وحلف الناتو العدواني الذين قدموا السلاح المتطور والمال لكي تستمر الحرب تحت حجة دعم الشعب الاوكراني وحقوق الانسان وهي حجج ما عادت تنطلي على أحد، وروسيا بغباء قيادتها تسعى الآن ” بكل الوسائل لقطع مصادر الإمداد عن الأوكرانيين، بما في ذلك توريد الأسلحة”  وهذا يحتاج إلى جهد مضني والخسائر البشرية والمعدات الحربية بين صفوف القوات الروسية ليست قليلة وهناك مخاوف جديدة في أن تقوم روسيا باستخدام وهذا احتمال وارد” صواريخ بعيدة المدى، يمكن إطلاقها من أوكرانيا. القاعدة الواقعة بالقرب من ياروسلاف” ويعلن جنرالات الناتو عن مخاوفهم الانزلاق نحو صراع نووي  قد يدمر أجزاء من كوكب الأرض وهو استعمال «القنبلة النووية التكتيكية هي ضعف أو ثلاث مرات بقوة هيروشيما” إن أصحاب العقول الفارغة كانوا يتصورون أن هذه الحرب ستنتهي خلال فترة قصيرة  جداً، وخطر اطلاق الصواريخ الاستراتيجية ضعيف ولا يمكن اللجوء للصراع النووي إلا أن سير احداث الحرب تشير إلى تفاقم الخطر وزيادة توسع الحرب واحتمال أن تشمل أوروبا التي ستدفع الثمن باهضاً بينما الولايات المتحدة الامريكية المستفيدة الوحيدة تجلس على منصة المتفرجين لكنها تقوم بإرسال اسلحتها المتطورة الحديثة لتجربتها بشكل حي  كي تستمر الحرب وهي راضية عن مدى الفائدة التي تدر عليها من مختبراتها الكيميائية في أوكرانيا واستعمال الطيور الملغومة بالفايروسات كهدية للدول التي لا تسير في ركابها أو تتضادد مع سياستها العدوانية ، أما روسيا فأخذت الخازوق وهي تجلس عليه الآن، والشعب الروسي والشغيلة يدفعون الثمن، والعالم كله وفي المقدمة شغيلة اليد والفكر والفقراء يدفعون الثمن الآن سياسياً واقتصادياً واجتماعيا والمخاطر على الأمن الغذائي في العالم وغير ذلك، ستبقى الآثار التدميرية للحرب لأوكرانيا وروسيا واوربا واكثرية بلدان المعمورة زمنا طويلاً قيد المعالجة.

أن ما تحتاجه البشرية إيقاف الحرب وإدانة الإدارة الامريكية وحلف الناتو مثل إدانة النظام الروسي الذي شن الحرب والنظام الاوكراني اللاهث لحلف الناتو والمختبرات الكيميائية الامريكية اللذان يهددان السلام والأمان في العالم أجمع.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular