عزيزي القارئ اللبيب، في كل الحلقات التي أجرتها قناة العربي مع المدعو نِزار الخزرجي تجنب عن عمد عدم ذكر اسم كوردستان!!! مع أن رئيسه وقائده صدام حسين لمرات عديدة وفي مناسبات عديدة ذكر اسم كوردستان من على شاشات التلفزة، ليس هذا فقط، عندما وافقت الحكومة العراقية على منح إجازة لحزب باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدل على أن الكيان العراقي يعترف بوطن اسمه كوردستان؟. لكن تبين أن نِزار هذا إما بسبب خوفه من اسم كوردستان موطن الشجعان، أو بسبب عنصريته المقيتة لم يتجنب ذكر اسم كوردستان. بمعزل عن الشعب الكوردي المناضل، لقد وصف نِزار انتفاضة الشيعة وهم أهله وعشيرته في جنوب العراق بالتمرد، و وصفه عملاء لإيران كما أسلفت وهم أهله وعشيرته؟؟؟!!!. بعد أن استسلم نِزار لثوار الانتفاضة لم يقتلوه، ولم يسلموه إلى إيران؟. كان قد أصيب بأربع رصاصات في بطنه أثناء مقاومته لثوار الانتفاضة ونقل بعد استسلامه لهم إلى مستشفى لكن بسبب قلة الأدوية والإمكانات عالجوه جزئياً ثم نقل إلى مستشفى عسكري في بغداد، وأجرى له هناك عملية جراحية طبيب كوردي؟. يقول نِزار: إن الجراح الذي عالجه كان جراحاً ممتازاً وهو من إخواننا الأكراد. – نحن الكورد لسنا إخوانك، نحن أعدائك يا نِزار وأعداء كل من على شاكلتك-. لاحظ القدر كيف أن الكورد ينقذوا حياته في كل مرة تارة طبيب كوردي ينقذه من الموت المحتم، وتارة أخرى قائد كوردي ينقذه هو وعائلته من بطش رئيسه صدام حسين، لكن بعد كل هذه الموقف الإنسانية تجده متخوم حتى أذنيه بالخسة والدنائة ولا يشعر ولو قليلاً بهذا العمل الإنساني الذي يجب أن يواجه بمثل عند الإنسان السوي.
إن كلام نِزار الملفق والمدلس الذي لا ينهضم هو الذي جعلني أن أتناوله مرة ثانية كي أعريه أمام القراء الأعزاء. في سياق حديثه مع القناة العربي التي نهجها كنهج نِزار وسيده بطل الحفرة.. صدام حسين، زعم أن القوات التي كانت بإمرته كانت على وشك أن تقضي على قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني – بالمناسبة نِزار كبقية العرب لا يعرف أي شيء عن الكورد وكوردستان، عندما أراد أن يلفظ اسم الاتحاد الوطني الكوردستاني تدلت شفته السفلى كشفة بعير أجرب وقال: حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي- على أية حال. مع أن قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة مام جلال (جلال طالباني) كانت تشن حرب عصابات ضد قطعات الجيش العراقي المجرم المحتل لجنوب كوردستان، فمن أين تقضي على قوات منتشرة في أرض جبلية وعرة وتشن عليكم حرب تحرير هنا وهناك في جبال كوردستان الأبية وفي داخل مدنها وفي قراها بقوات “الپێشمەرگە – Al- peshmarge” الباسلة. وزعم نِزار: في داخل مدينة السليمانية وضعنا خطة دربنا وفقها عدداً من الضباط والجنود من الكورد والعرب قاموا خلال عام واحد بتصفية جسدية لـ 250 شخص من أعضاء الاتحاد الوطني في داخل المدينة المذكورة!!!. أكذب يا نِزار كيفما تشاء لأن الكلام ليس عليه جمرك. يا هذا، كان للاتحاد أناس يعملون خفية حتى داخل قصر الجمهوري يخبروه بكل صغيرة وكبيرة قبل أن تصل الأوامر إلى قيادات الجيش العراقي المجرم، فكيف داخل مدينة السليمانية وجنود من الكورد تحت أمرتك لا يخبرون ما تنوي القيام به!!! يا مجتر،أكذب لكن ليس بهذا الثخن، لأنه من الصعب أن يُصدق لأنه كبير وثقيل على المعدة لا ينهضم. من أكاذيب نِزار الخزرجي قال في لقائه مع قناة العربي: لم أفكر بعمل انقلاب ضد صدام حسين؟. صدقني عزيزي القارئ، في تسعينات القرن الماضي بعد هروبه من العراق شاهدته بأم عيني على إحدى قنوات التلفزة قال: سأقوم بتغيير النظام بالعراق. سأله المحاور: كيف. قال: وهل نقول كيف من على شاشة التلفاز. لكن ماذا نقول لمن لا يحترم ذاته. هذه هي طبيعة البعثي لا يجيد قول الصدق قط. وهو بتحدث عن غزو الكويت الذي يسميه اجتياحاً، لماذا لا يذكر في حديثه ذلك الجندي العراقي الذي إبان تحرير الكويت وبعد استسلامه المهين للجندي الأمريكي قبل (باس) بسطال (حذاء) الأمريكي ويتوسل به كي لا يقتله، لقد تصور أن الأمريكان مثل الجيش العراقي المجرم يقتلون الأسرى. يا نِزار، لماذا لم تتكلم عن مبلغ 20,000 ألف دولار مع ثلاث هواتف خليوية الذي قبضته من السعودية عن طريق الإعلامي إبراهيم الزبيدي؟ أن الدكتور (حميد عبد الله ) مشكور لكشفه الكثير عن الذي حدث خلف الكواليس في برنامجه “تلك الأيام”. لماذا لم تتكلم يا نِزار في البرنامج المذكور عن هروبك من وجه العدالة في دانمارك؟!. ثم زعم في سياق حديثه الماسخ في قناة العربي مع المحاور العنصري مثله: إن الأستاذ (جلال طالباني) دعاه – بعد فراره من العراق وخيانة رئيسه- إلى لندن وقضى أسبوع ليل نهار معه وقام بضيافته إلخ. كما قلت في مقالي السابق عن نِزار الخزرجي، أن الخبز الكوردي لا يغزر لا في البعثيين، ولا في القيادات الشيعية التي في سدة الحكم الآن، ولا في غيرهم؟. لا أدري هل أن الخبز الكوردي ملحه قليل فلذا لا يغزر بهؤلاء.. أم ثقافة هؤلاء مبنية على نكران الجميل ورد الزين بالشين، حتى أن الديكتاتور صدام حسين قال من على شاشات التلفزة أن أجداده عندما اضطهدهم العثمانيون هربوا إلى كوردستان طلباً للحماية. لكن السرسري صدام حسين رد جميل الكورد على الطريقة البعثية وفعل بالكورد ما فعل من قتل بدم بارد وضرب مدنهم وقراهم بالكيماوي، وعمليات الأنفال، وتهجير الكورد الفيلية إلى إيران عبر أراضي جنوب وشرق كوردستان وقتل أبنائهم، وقتل البارزانيين بدم بارد!!! إلخ. وهكذا لجأت القيادات الشيعية في سنين العجاف إلى كوردستان، وحمتها كوردستان من الإبادة على أيدي النظام العراقي المجرم. لكن حين يرتقي هؤلاء كرسي السلطة يعودون إلى أصله السيء وينسون كل شيء وكأنه شيء لم يكن!!! ليس هذا فقط، بل ينسون حتى تعهداتهم وكلمة الشرف الذي لا وجود له في قواميسهم، ويقسون على الكورد قولاً وفعلاً، ونِزار الخزرجي مثالاً حياً لهذه الحثالات. عزيزي القارئ، بعد أن هرب عن طريق كوردستان بأمن وأمان الآن يجلس على كرسي منفوش ويسرد الأكاذيب الرخيصة ويعادي الشعب الكوردي ووطنه كوردستان وحكومته؟؟؟!!!. ومثل هؤلاء، الطوائف المسيحية أيضاً التي أنقذتهم الشعب الكوردي عبر التاريخ مرات عديدة من الإبادة على أيدي المغول، والعثمانيين وأخيراً على أيدي المنظمات الإرهابية، لكن للأسف الشديد هؤلاء كالآخرين الذين تحدثنا عنهم يعضون يد الكوردي التي امتدت لهم وأنقذتهم من الفناء. خير ما أختم به ويناسب هؤلاء جميعاً بيت شعر للمتنبي أصاب بدقة متناهية كبد الحقيقة حين قال: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته … وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
فلا نامت أعين الجبناء
20 05 2022