وصلت طائرة شحن عسكرية تابعة للجيش الأمريكي إلى الولايات المتحدة قادمة من ألمانيا، وعلى متنها عدة أطنان من عبوات حليب الأطفال الرضع، الذي تعاني أمريكا من نقصه، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الإثنين 23 مايو/أيار 2022.
تسببت مشاكل في إنتاج الحليب، ومشاكل أخرى في سلاسل التوريد، في تفاقم الأزمة سريعاً، ما يشكل خطراً قاتلاً على آلاف الأطفال، الذين يعانون حساسية من حليب الأبقار، المعتاد، وتعتمد أسرهم على الحليب المصنع في تغذيتهم.
أطنان من حليب الأطفال في اتجاه أمريكا
كانت الطائرة أقلعت من قاعدة رامشتين، الجوية الأمريكية، في ألمانيا، وعلى متنها نحو 35 طناً من حليب الأطفال، حسبما أعلن البيت الأبيض.
بينما غرد الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يقوم بزيارة حالياً لليابان، ضمن جولة آسيوية تستمر 5 أيام، على حسابه على منصة تويتر، قائلاً: “فريقنا يسابق الزمن، ليوفر الحليب بشكل يغطي حاجة الجميع”.
حسب ما قال برايان ديز، المستشار الاقتصادي، للرئيس بايدن، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن الشحنة الأولية يمكن أن تغطي نحو 15%، من الطلب العاجل على حليب الأطفال في البلاد.
كما أضاف المسؤول الأمريكي: “هناك المزيد من الشحنات قريباً، ستبدأ توالياً، مع مطلع الأسبوع” كجزء من العملية التي أطلقت عليها واشنطن “عملية الحليب الطائر”.
في الوقت نفسه أعلنت الإدارة الأمريكية أن شركة دانون سارعت في عملية تهيئة شحنات من حليب الأطفال، التي تنتجها مصانعها في أوروبا، لشحنها إلى الولايات المتحدة لمواجهة أزمة نقص الحليب.
إذ تعد دانون ثاني أكبر مصنع لحليب الأطفال في العالم، وعلى الرغم من ذلك لا تستحوذ إلا على حصة طفيفة في الأسواق في أمريكا. وشحنت الشركة أغلب إنتاج مصانعها في بريطانيا، وهولندا إلى الولايات المتحدة، عبر شركة نيوتريشيا، ذراعها الإقليمية في أمريكا الشمالية.
أصل أزمة الحليب التي عصفت بالبلاد
قبل نحو 3 أشهر سحبت شركة أبوت لابوراتوريز، عشرات المنتجات، من وصفات غذاء الأطفال، ومنها سيميلاك، وأليمينتام من الأسواق الأمريكية، ما سبب أزمة مفاجئة، تعد واحدة من الأسوأ على الإطلاق، في تاريخ البلاد الحديث.
جاء قرار شركة أبوت، بعد وفاة رضيعين، وإصابة 3 آخرين، بسبب تلوث في منتجاتها، ما دعاها إلى إغلاق أكبر مصنع لإنتاج حليب الأطفال في البلاد بأسرها، والواقع في ولاية ميشيغان.
تسبب ذلك في تفاقم الأزمة، التي كانت موجودة أصلاً بسبب مشاكل في سلاسل التوريد، المستمرة منذ تفشي وباء فيروس كورونا.
فيما ضاعفت شركة دانون صادراتها إلى الأسواق في أمريكا الشمالية، 3 مرات على الأقل، منذ بداية العام، وقد ضخت 90% من هذه الشحنات على الأقل، في السوق الأمريكية.
كما قال متحدث باسم الشركة: “نحن نفهم مدى أهمية الأمر للعائلات، وحاجتهم لهذه المنتجات، وهذا هو السبب في أننا نعطي الأولوية المطلقة، لزيادة منتجاتنا التي تتسم بجانب طب، متخصص، لمساعدة الأسر الأكثر احتياجاً، خاصة بعد الأزمة التي تصاعدت في فبراير/شباط الماضي”.
بينما أظهرت الأزمة مدى تأثير غياب منتجات شركة أبوت على السوق المحلية في الولايات المتحدة، لكن على المستوى الاقتصادي، توفر الأزمة فرصة لشركات منافسة، لاقتحام السوق، والحصول على حصة أكبر.