يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة استثنائية في بروكسل.
.
يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي قمة استثنائية، الاثنين، لمدة يومين في بروكسل، تركز على أربعة ملفات بارزة، بينها “حرب أوكرانيا” و”الأمن والدفاع المشترك” و”العقوبات الروسية”، وسط قضايا خلافية كعضوية كييف بالتكتل الأوروبي وحظر النفط الروسي.
ومطلع الشهر الجاري، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن قمة أوروبية استثنائية، وكتب في تغريدة على “تويتر”: “كما تناقشنا في (قمة) فرساي وأثناء المجلس الأوروبي الأخير، سينعقد مجلس أوروبي خاص يومي 30 و31 مايو”، مشيرًا إلى أن جدول أعمال القمة سيستعرض على وجه الخصوص قضايا الدفاع والطاقة وأوكرانيا.
تأتي القمة بينما تصعّد القوات الروسية هجماتها في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وسط مناشدات من كييف للولايات المتحدة والغرب لدعمها بأسلحة ثقيلة وتوفير منظومة الإطلاق الصاروخي المتعدد “MLRS”.
4 ملفات بارزة
وحول أبرز الملفات على طاولة القمة، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني: “سيتعهد زعماء الاتحاد الأوروبي بمواصلة تسليح وتمويل أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي والالتزام بمساعدة كييف على ممارسة حقها في الدفاع عن النفس”.
وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “ضخت دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن أكثر من ملياري يورو من الأسلحة إلى أوكرانيا من صندوق مشترك، وأكثر من ذلك بكثير من الناحية الثنائية على الرغم من استهداف روسيا لقوافل الأسلحة الغربية والشكاوى من حرب بالوكالة”.
وتابع: “يخطط قادة أوروبا لحزمة عقوبات جديدة وتشديد إجراءات الالتفاف على العقوبات وسبل التخلص التدريجي من اعتماد الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز والنفط والفحم الروسي في أسرع وقت ممكن، والتأهب لاضطرابات كبيرة محتملة في الإمدادات ومرونة سوق الغاز في الاتحاد الأوروبي، من خلال تسريع التخزين قبل الشتاء المقبل، كما سيناقشون الإجراءات القانونية لمصادرة الثروة الروسية في الاتحاد الأوروبي واستكشاف خيارات تهدف إلى استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم إعادة إعمار أوكرانيا”.
وأشار إلى أنه رغم الموقف الأوروبي الموحد في أزمة أوكرانيا فإنه برزت مؤخرًا عدة خلافات تخرق وحدة الصف؛ سواء من جانب بولندا ودول البلطيق المساندة بشدة لعضوية كييف في الاتحاد الأوروبي، وهو ما رفضته فرنسا وألمانيا بتصريحات غير مباشرة عن مدى زمني كبير، كذلك الدعم غير المحدود من الأسلحة بعد تراجع ألمانية عن صفقة دبابات مع وارسو كان تمهد لدعم أوكرانيا بطائرات “ميغ 29”.
وتابع: “وكذلك رفض المجر لأي عقوبات جديدة على موسكو ورفض حظر النفط الروسي، هذا من شأنه أن يشكل سابقة سيئة للتهرب من العقوبات في المستقبل، وسوف يخرق ذلك قواعد المنافسة في الاتحاد الأوروبي وسيكون موقفًا مساندًا للدعاية الروسية”.
بدوره، قال الأكاديمي المختص بالشأن الدولي، طارق فهمي، إن قمة بروكسل مهمة وستخصص جانبًا كبيرًا منها للحرب الأوكرانية والالتزامات تجاه كييف، لافتًا إلى أن ملف انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي لن يكون موضع بحث رغم ضغوط الرئيس فلوديمير زيلينسكي، وسيتم ترحيلها إلى قمة أخرى نهاية الشهر المقبل بعد صدور تقرير المفوضية الأوروبية.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، لـ”سكاي نيوز عربية”: “هناك قضايا أخرى كتداعيات الحرب على أوروبا، وكذلك اقتراح الرئيس الفرنسي حول “المجموعة السياسية الأوروبية”، وهي موضع خلاف وانتقادات من بولندا ورومانيا ودول البلطيق، وكذلك ستتم مناقشة تنمية وتقوية الاقتصاديات الأوروبية وإمدادات الغذاء وسبل الإفراج عن صادرات الحبوب الأوكرانية، وأيضًا ملف سياسة الأمن والدفاع المشترك وتأمين السفن الحربية في البحر الأسود وإطلاق المنصة الأوروبية المشتركة لشراء النفط”.