منذ أن نجى من قبضة داعش، واظب على أن يكون الأول على مدرسته كل عام، لذا دعاه رئيس الوزراء العراقي لتكريمه.
حاجم خيري، طالب في الصف الخامس الابتدائي، بعد إعلان نتائج امتحانات نهاية السنة نجح في إحراز المرتبة الأولى على دفعته في مدرسة الوليد المختلطة بقضاء سنجار.
يقول حاجم (11 سنة)، “كنت أدرس يومياً وكان والدي يساعدني، أحب درس اللغة العربية كثيراً”.
كان حاجم في الثالثة من العمر حين وقع مع عدد كبير من أفراد أسرته في قبضة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في 3 آب 2014، ونجي مع شقيقه من الأسر في 21 آذار 2017.
خيري عبدالله، والد حاجم، قال لـ(كركوك ناو)، “من مجموع 29 شخص من أفراد اسرتنا، نجى 18 منهم حتى الآن، بينهم زوجتي وأطفالي، وبعد نجاته، التحق حاجم في نفس العام بالصف الأول الابتدائي في مدرسة عربية خارج المخيم”.
أقامت عائلة حاجم خارج مخيم النازحين في قرية خيرافا بقضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك، هناك أكمل الصف الثالث الابتدائي، لكنهم عادوا الى ديارهم في قرية تل البنات القديمة جنوب شرقي سنجار في أيلول 2020، حيث أكمل هناك الصفين الرابع والخامس.
في بغداد، استقبل رئس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم 26 أيار 2022 كلاً من حاجم ووالده وشقيقه بعد أن علم بأن حاجم كان الأول في مدرسته.
“لم أطلب شيئاً من رئيس الوزراء، سألني عن الفترة التي قضيتها في قبضة داعش، بعدها سألني عن الدراسة وتفوقي في المدرسة”، يقول حاجم
مكتب رئيس الوزراء قال في بيان بأن حاجم ” نموذج للطفل العراقي الشجاع الذي تمكن من مواجهة الظروف الصعبة، واستطاع أن يحول اختطافه من قبل العصابات الإرهابية إلى قصة نجاح عراقي كبير”.
البعض من الأطفال الايزيديين الذين نجوا من أسر داعش، أدخلوا مع عودتهم الى المخيمات أو الى ديارهم في مدارس دينية لمحو آثار الأفكار المتطرفة والعودة الى الديانة الايزيدية”.
“جلسنا لنصف ساعة مع الكاظمي، وجهنا عدة مطالب الى رئيس الوزراء من بينها فتح المقابر الجماعية التي تضم رفات ضحايا داعش، إعادة إعمار سنجار وتوفير المشاريع الخدمية، خلال اللقاء منح الكاظمي مبلغ 500 ألف دينار لحاجم وتعهد بنصب تمثال له”، على حد قول والد حاجم.
هجمات داعش على المواطنين الايزيديين في سنجار و سهل نينوى أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم أطفال، فضلاً عن اختطاف ستة آلاف شخص، نجى ما يقرب من ألفي طفل، ولا يزال مصير قرابة ثلاثة آلاف شخص مجهولاً.
عمار عزيز – نينوى