منظومة الإطلاق الصاروخي المتعدد (MLRS).
(سكاي نيوز عربية) – جاءت تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، صادمة للأوكرانيين، بإعلانه عدم إرسال أنظمة صواريخ إلى كييف يصل مداها إلى روسيا، وهو ما اعتبرها محللون رسائل تحمل أكثر من معنى ما بين التهدئة مع موسكو والرضوخ للضغوط الداخلية.
وتأتي تعليقات الرئيس الأميركي عقب تقارير تفيد بأن إدارة بايدن كانت تستعد لإرسال أنظمة صواريخ بعيدة المدى إلى كييف، بعد مناشدات أوكرانية عديدة خلال الأيام الماضية للولايات المتحدة والغرب لدعمها بأسلحة ثقيلة في ظل تصعيد روسي كبير شرقي البلاد، ومطالبات بتوفير منظومة الإطلاق الصاروخي المتعدد (MLRS).
ونقلت شبكة “سي.إن.إن” عن مسؤولين أميركيين بارزين أن إدارة بايدن تستعد للارتقاء بنوع الأسلحة التي تقدمها إلى أوكرانيا وتميل إلى إرسال هذا النظام ونظام آخر يعرف اختصارا باسم (إتش.آي.إم.إيه.آر.إس) سريع النقل في إطار حزمة مساعدات عسكرية أكبر لأوكرانيا.
كانت الصفقة على رأس جدول الأعمال في اجتماعين بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي، حيث اجتمع نواب أعضاء مجلس الوزراء لمناقشة سياسة الأمن القومي وسط قلق مما إذا كانت روسيا ستنظر إلى إرسال أسلحة ثقيلة بشكل متزايد إلى أوكرانيا على أنه استفزاز يمكن أن يؤدي إلى نوع من الانتقام.
وحسب محللين فإن هناك مخاوف أميركية من إرسال قاذفة متعددة الصواريخ (MLRS) إلى أوكرانيا التي قد تستخدم الأسلحة الجديدة لشن هجمات داخل روسيا كونها تصل إلى نحو 160 كيلومترا، في ظل تحذيرات روسية من مغبة إمداد كييف بأسلحة ثقيلة تؤدي إلى ما وصفه دبلوماسيون روس بـ”تبعات لا يمكن توقعها”.
وتتكون منظومة (MLRS) من قاذفات صواريخ توضع على المركبات، وهو ما يعطيها المزيد من المرونة في الحركة والمناورة والهروب، هذه الخاصية تعني أنه يمكن للبطارية توجيه ضرباتها، ثم التحرك بعيدا قبل أن تكون هدفا لنيران البطاريات المضادة.
وردا على ذلك، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب من أن إمداد أوكرانيا بأسلحة قادرة على ضرب الأراضي الروسية سيكون “خطوة خطيرة نحو تصعيد غير مقبول”.
بدورها، قالت أولغا سكابيفا، مقدمة البرامج التلفزيونية الروسية البارزة، في برنامجها على شبكة “روسيا -1” الحكومية، إن منظومة (MLRS) الأميركية تستطيع إطلاق قذائف لمسافات بعيدة، وإذا فعل الأميركيون ذلك، فمن الواضح أنهم سيعبرون خطا أحمر، وستكون محاولة استفزاز تستوجب ردا قاسيا للغاية من روسيا.
3 أسباب
وحول أسباب تراجع بايدن، قال الأكاديمي الأميركي، أندرو بويفيلد، إن هناك 3 أسباب تكمن وراء القرار أولها “مخاوف التصعيد الروسي وأن يكون الرد مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشرق أوروبا حيث إن موسكو هددت بشكل واضح باستهداف أي دولة تمد كييف بأسلحة ثقيلة أو حتى تمر منها”.
وأضاف بويفيلد، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “الأمر الثاني هو أن القرار الأميركي سيسهم، ولا شك في تخفيف حدة الاحتقان والتوتر بين واشنطن وموسكو في ظل مفاوضات أوروبية مع بوتن لفك حصار الموانئ من أجل تصدير الحبوب الأوكرانية، بينما أكد الرئيس الروسي أن إمداد أوكرانيا بالسلاح أمر خطير ويزيد من زعزعة الاستقرار وتفاقم الأزمة”.
وحول السبب الثالث، قال إنه منذ بداية الحرب الأوكرانية وبايدن يريد أن تكون المواجهة مع روسيا اقتصادية فقط، وهناك حرص من قبل الغرب وواشنطن على إبقاء هذه الحرب في سياقاتها الحالية ومنع تحولها لصراع أوسع واحتمالية حرب عالمية يكون الجميع خاسرا فيها.
بدوره، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إن بايدن واجه ضغوطا واسعة وحرب معلومات روسية من خلال ادعاء التكاليف الباهظة لهذه المساهمات، وحتمية انتصار روسيا، والمخاوف على مخزونات الجيش، تستخدم جوقة الأصوات هذه الانقسامات الحزبية خلال منتصف العام لتصوير دعم بايدن لأوكرانيا على أنه لا شيء أكثر من كونه فسادا وإهدارا لأموال دافعي الضرائب وسط ارتفاع معدلات التضخم”.
وأضافت أنه “من المفارقات، أن الضغط لعدم إعطاء(MLRS) جاء من اليمين، لكن هذا المزيج من رغبة بايدن في إطالة أمد الحرب، وكونه مترددا بشكل عام، والضغط المتزايد من بعض عناصر الجمهوريين، قد يعطي البنتاغون ذريعة لمعاملة (MLRS) كعامل تصعيد”.
من جانبه، وصف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديميتري ميدفيديف، قرار بايدن بعدم تزويد كييف بأسلحة قادرة على الوصول لروسيا بالعقلاني.