بعض العائلات تترك صديق ابنها ينتظر بينما تنهي تناول العشاء
الكومبس – تسببت عادة سويدية في جدل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي واتهامات للسويديين بالبخل.
بعض السويديين لا يدعون أصدقاء أبنائهم إلى تناول العشاء مع العائلة حين يكونون في زيارة لهم، ويتركون الصديق ينتظر في غرفة بينما يتناولون عشاءهم.
انتشر هذا التصور عن السويديين على الانترنت حول العالم وتساءل كثيرون “هل السويديون بخلاء حقاً؟”.
في حين قال أستاذ الإثنولوجيا هوكان يونسون إن هذه العادة لها جذرين تاريخيين رئيسين.
بدأت القصة مع طرح مستخدم في منتدى Reddit سؤالاً بسيطاً الخميس الماضي “ما هو أغرب شيء واجهته في منزل شخص آخر بسبب ثقافته أو دينه؟”.
وبين أكثر من 16 ألف تعليق، أثار أحدهم زوبعة على الإنترنت حين تحدث عن تجربته في زيارة منزل صديقه السويدي. وكتب المستخدم “بينما كنا نلعب في غرفته، نادت والدته بأن الطعام جاهز. فطلب مني أن أنتظر في غرفته بينما يتناولون طعامهم. كان أمراً مجنوناً جداً”.
وأثارت هذه الظاهرة ضجة كبيرة على وسائل التواصل تحت وسم #Swedengate (إشارة إلى فضيحة سويدية). وكتبت صحف عالمية عن الموضوع مثل نيويورك تايمز الأمريكية.
وقال أستاذ الإثنولوجيا (علم متخصص بدراسة طبائع الناس) في جامعة لوند، هوكان يونسون، لأفتونبلادت إن الجميع يريد أن يعرف كيف يمكن أن يكون الأمر هكذا في السويد.
ووفقاً لنظرية يونسون، قد يكون لعادة عدم دعوة الصديق جذور في ظاهرتين تاريخيتين مختلفتين، الأولى أن المجتمع السويدي كان عبارة عن أسر فلاحية تقليدية تحتاج إلى أن تكون مقتصدة بسبب عدم توافر الطعام. ويوضح “كانت هناك حاجة إلى الاقتصاد في الطعام فلم يكن ممكناً تخزين الطعام لفترة طويلة بعد الحصاد. لذلك لم يكن معتاداً أن يقدم الناس وجبات عشاء مجانية لبعضهم”.
ويضيف يونسون “من جانب آخر قد يكون تقديم الطعام لطفل آخر مثل القول إن الطفل لم يحصل على ما يكفي من الطعام في منزله، وأن الوالدين لم يعتنيا بالطفل جيداً. كما أنه قد يحمّل عائلة الطفل ديناً بردّ الدعوة مستقبلاً. هناك مجاملات مختلفة تتصادم”.
ورداً على تعليق “لكن السويديون جيدون جداً في تقديم القهوة”، قال يونسون “بالضبط، كان تقديم فنجان القهوة بديلاً لا يهدد مخزون الطعام. لطالما تجمع السويديون على الأطعمة الخفيفة والمشروبات، خصوصاً في المناسبات الاحتفالية المخطط لها. لا أعتقد بأننا كنا سنحظى بثقافة “فيكا” قوية لو لم نكن نعاني من ضيق في مخزونات الطعام”.
كما يربط يونسون هذه العادة بثقافة الرفاه الاجتماعي والاستقلالية في السويد. ويوضح “إنها جزء من الاستقلالية بدل الاعتماد على كرم الآخرين. ويظهر ذلك اليوم، عندما نقدم الهدايا، حيث يقول بعض الناس عن الهدية “إنها أمر بسيط حصلت عليه مجاناً” حتى لا يحمّلوا الطرف الآخر ديناً برد الهدية”.
وتعليقاً على التفاعل الكبير مع الأمر من قبل الناس في الثقافات الأخرى، قال يونسون “ينظرون إلى الأمر بالتأكيد على أنه تعبير عن البخل. أعتقد بأن هذا لا يمكن أن يحدث في ثقافات وبلدان أخرى سمح مناخها بسعة تخزين أطول على مدار العام”.