تقول الحكاية الشعبية المتوارثة لدينا، ان اربعانية الشتاء قالت للثعلب المسكين: تهيء ايها الثعلب الماكر سأتيك في عز الشتاء وساجعل اطرافك تتجمد من شدة البرد..
فرد عليها لا مباليا: انا لا اخافك اطلاقا ما لم يصحبك الهواء البارد القارص.
ثم اتت اربعانية الصيف وهددت الثعلب البائس: اما انا ساتيك في عز الصيف، وساجعلك تختنق من الحر والقيظ الشديد..
فرد عليها الثعلب: لا يمكن ان اخاف منك ما لم تصطحبين معك الهواء الحار..
الحكاية انتهت، لكن ما لم ولن ينتهي هي معاناتنا في الصيف والشتاء، حيث اننا لا نخشى الشتاء في حال توفير الكهرباء ووقود المدافئ النفطية، كما اننا نرحب بالصيف اذا كان الكهرباء مستمرا ومياه الشرب متدفقة وقت الحاجة.. لكن هذا وذاك لم ولن يتحقق ابدا، في ظل وجود منظومة او الية فاشلة في توزيع المنتجات النفطية شتاءا او توفير الكهرباء ومياه الشرب صيفا، بالرغم من تخصيصات مالية تبلغ مئات المليارات من الدولارات السمينة طوال السنوات المنصرمة و القاحلة خدميا بهذين المضمارين الحيويين.
جميعنا يعلم انه منذ عام 1991 تدمرت البنى التحتية في العراق بعد الغزو الصدامي الكارثي الفاشل للكويت، لكن منذ عام 2003 و مع بداية كل موسم ولحد الان نسمع من الوعود ما يكفي لجعل خط الاستواء باردا صيفا، والقطب الشمالي دافئا في اربعانية الشتاء، لكن المسلسل الفاشل يتكرر كل عام بالرغم من ان من يتراس هاتين المنظومتين قد يحمل لقب خبير دولي او يحمل شهادة دكتوراه بالفيزياء النووية او غيرها، بينما الحقيقة والواقع يقول انه لو يتم جلب بطريق قطبي لادارة ملف الكهرباء وتوزيع المنتجات النفطية شتاء لكان الوضع افضل مما نحن عليه صيفا وشتاء بوجود الاربعانية والهواء الحار او البارد، او بدونهما اصلا…
ـ سالوا احدهم ذات مرة: الثعلب يلد ام يبيض؟ فقال: والله انه حيوان حيّال وماكر، وكل شيء نتوقع منه..
ـ سالوا وزير عراقي عام 2010: متى ستنتهي ازمة الكهرباء بالعراق؟ قال: عام 2013 سنصدر الكهرباء لدول الجوار.