أعلنت مصر والأردن والعراق، الإثنين 6 يونيو/حزيران 2022، الاتفاق على اعتماد “آلية مؤسساتية” من أجل متابعة تنفيذ مشاريع التعاون المشتركة فيما بينها.
الإعلان جاء خلال لقاء ثلاثي في العاصمة العراقية بغداد، ضم وزير خارجية مصر سامح شكري، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، مع مسؤولين عراقيين.
اجتماعات مستمرة
ونقلت وكالة الأنباء العراقية، عن وزير الخارجية فؤاد حسين، قوله إن العراق اتفق مع مصر والأردن على “عقد اجتماعات مستمرة لمواجهة التحديات وتعزيز التعاون الثلاثي”.
وأضاف حسين: “تحدثنا عن العمل المشترك بين البلدان الثلاثة لمواجهة التحديات، إضافة إلى مناقشة تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على دول المنطقة”، لافتاً إلى أنهم اتفقوا “على عقد اجتماعات مستمرة بين البلدان الثلاثة”.
وذكرت الوكالة أن الوزير الأردني الصفدي أكد أن بلاده “ستبدأ بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية بداية العام المقبل”.
بينما قال وزير خارجية مصر سامح شكري، إن “زيارتنا للعراق فرصة سانحة لتعزيز التعاون الثلاثي”، مبيناً أن “هدف الإطار الثلاثي دعم العراق”.
وأردف: “نعمل على تكوين رؤية موحدة لمواجهة التحديات”، لافتاً إلى أن “الربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة وصل إلى مراحل متقدمة”.
آلية مؤسساتية موحّدة
في السياق ذاته، أفاد بيان للخارجية الأردنية بأن المحادثات انتهت إلى “توافق على اعتماد آلية مؤسساتية لمتابعة تنفيذ المشاريع المقدمة ضمن آلية التعاون الثلاثي”.
إضافة إلى “تنسيق الخطوات المستقبلية لإعطائها زخماً أكبر، خصوصاً في ضوء التحديات الاقتصادية التي جعلت من التعاون الممنهج ضرورة أكثر إلحاحاً لخدمة المصالح المشتركة”.
يُشار إلى أن الدول الثلاث عقدت خلال العامين الماضيين أربع قمم مشتركة، انطلقت أولاها بالقاهرة في مارس/آذار 2019، وقادت إلى تشكيل مجلس مشترك بين مصر والأردن والعراق.
وعُقدت القمة الثانية بالولايات المتحدة الأمريكية، في سبتمبر/أيلول 2019، بينما عقدت الثالثة في أغسطس/آب 2020، والرابعة ببغداد منتصف 2021 في يونيو/حزيران.
وأبرمت الدول الثلاث اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية تتمحور في المجمل حول الطاقة والتجارة والاستثمار.
يُذكر أن التحالف الثلاثي بين مصر والأردن والعراق، بات يُطلق عليه في الآونة الأخيرة اسم “الشام الجديد”.
ويهدف مشروع “الشام الجديد” في المقام الأول، إلى إنشاء خطوط لنقل النفط والغاز من العراق إلى منطقة خليج العقبة الأردنية على البحر الأحمر ومنها إلى مصر ثم إلى الأسواق النهائية.
ما هو مشروع الشام الجديد؟ وكيف بدأ؟
تعود جذور مشروع الشام الجديد لدراسة أعدّها البنك الدولي في مارس/آذار 2014، لكن بخريطة جغرافية أوسع، واشتملت على دول بلاد الشام، سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية، إضافة إلى تركيا والعراق ومصر.
كما أُعيد طرح المشروع مرة أخرى في زمن رئيس الحكومة العراقية السابق حيدر العبادي، ولاحقاً أطلقت الدول الثلاث آلية للتعاون بدأت من العاصمة المصرية القاهرة في مارس/آذار 2019، تلتها قمة ثانية بنيويورك في سبتمبر/أيلول 2019.
أخذ مشروع الشام الجديد زخماً كبيراً بعد تبنّيه من قبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في زيارته لواشنطن في سبتمبر/أيلول 2020، ثم خلال الاجتماع الثالث بين قادة الأطراف الثلاثة، والذي جمعه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة الأردنيّة عمّان بالشهر نفسه.
وكان الكاظمي أطلق تعبير “الشام الجديد”، لأول مرة خلال زيارته للولايات المتحدة في أغسطس/آب 2019، وقال حينها لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إنه يعتزم الدخول في مشروع استراتيجي يحمل هذا الاسم.
كما أوضح الكاظمي أن “الشام الجديد” مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، يجمع القاهرة ببغداد، وانضمت إليه عمّان، لتكوين تكتل إقليمي قادر على مواجهة التحديات.