رفضت نيودلهي، الاثنين 6 يونيو/حزيران 2022، البيانات العربية والدولية الواسعة المنددة بالتصريحات المسيئة للنبي محمد، التي أدلى بها مسؤول بالحزب الحاكم في الهند، وقالت إن الإدانات “لا مبرر لها”.
جاء ذلك في تصريحات صحفية لمتحدث الخارجية الهندية، أريندام باغشي، استنكر خلالها بيان منظمة التعاون الإسلامي الرافض للتصريحات المسيئة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، والتي أثارت غضب دول إسلامية واستدعى بعضها سفراء نيودلهي لديها.
الهند تهاجم منظمة التعاون الإسلامي
قال المسؤول الحكومي: “بيان منظمة التعاون الإسلامي لا مبرر له”، واصفاً إياه بأنه “ضيق الأفق”. وشدد على أن الحكومة الهندية “ترفض رفضاً قاطعاً بيان منظمة التعاون الإسلامي”، مشيراً إلى أن نيودلهي “تولي أعلى درجات الاحترام لجميع الأديان”.
كما أضاف باغشي أن التغريدات والتعليقات التي “تسيء إلى شخصية دينية” صدرت عن “أفراد معينين”. وأوضح أن هؤلاء الأشخاص “لا يعبرون بأي شكل من الأشكال عن وجهات نظر حكومة نيودلهي”.
متحدث وزارة الخارجية تابع قائلاً: “لقد تم بالفعل اتخاذ إجراءات قوية ضد هؤلاء الأفراد من قبل الهيئات ذات الصلة”، متهماً الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بالإدلاء “بتعليقات تحركها دوافع مضللة”.
كما أردف: “نحثُّ منظمة التعاون الإسلامي على إظهار الاحترام الواجب لجميع الأديان والمعتقدات”.
إدانة الإساءة للنبي محمد
يأتي ذلك بعد أن أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها واستنكارها الشديدين، لإساءة مسؤول في الحزب الحاكم بالهند، إلى النبي محمد والمسلمين.
حيث دعت “المجتمع الدولي، لا سيما آليات الأمم المتحدة والإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للممارسات التي تستهدف المسلمين في الهند”.
في السياق، اتهم متحدث الخارجية في نيودلهي إسلام آباد بـ “الانخراط في دعاية مقلقة، ومحاولة إثارة التنافر الطائفي في الهند”، على خلفية إدانتها إدلاء مسؤول بالحزب الحاكم في الهند لتصريحات مسيئة للنبي محمد.
إذ كان رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، أعرب صباح اليوم، عن انزعاجه من “تصاعد العنف الطائفي والكراهية ضد المسلمين في الهند”.
كما قال إن الهند بقيادة رئيس وزرائها ناريندا مودي “تقوم مراراً وتكراراً بانتهاك الحريات الدينية وتضطهد المسلمين”، مطالباً العالم “بالانتباه لما تفعله الهند وتوبيخها”.
بينما استدعت الكويت وقطر وإيران السفير الهندي لديها، للاحتجاج على التصريحات التي أدلى بها مسؤول وحدة الإعلام لحزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في دلهي، نافين كومار جيندال، على تويتر وأساء خلالها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فيما أعلن الحزب الحاكم في نيودلهي، الأحد 5 يونيو/حزيران 2022، تعليق عمل كومار جيندال، على خلفية تصريحاته المسيئة للنبي والإسلام، وفق إعلام محلي.
اعتقال محتجين غاضبين
من جهة أخرى، اعتقلت السلطات 38 شخصاً في أعمال شغب نشبت بسبب التصريحات في مدينة بشمال البلاد، بينما يجري التخطيط لتنظيم احتجاج في وقت لاحق في مومباي، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
جاءت الاعتقالات في مدينة كانبور، في إطار محاولات لاحتواء توتر ديني يتصاعد بين الحين والآخر في البلاد أجَّجه إدلاء مسؤولين في الحزب الحاكم بتصريحات تسببت في غضب واسع النطاق بين المسلمين في البلاد وفي الخارج.
“رويترز” قالت إن بعض أبرز المسؤولين في نيودلهي شاركوا في إدارة الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مع دول مثل قطر والسعودية وعمان والإمارات وإيران التي طالبت باعتذار من الحكومة، لسماحها بصدور مثل تلك التصريحات.
إذ قالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة. وأوقف الحزب متحدثة عن العمل وفصل مسؤولاً آخر الأحد 5 يونيو/حزيران، بسبب إيذائهما مشاعر أقلية دينية في البلاد.
يشكل المسلمون نحو 13% من سكان البلاد البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة. وهناك احتجاجات مزمعة على التصريحات المسيئة في العاصمة المالية مومباي الإثنين 6 يونيو/حزيران.