يُطلق مُصطلح سرطان الفم على أي ورم يُشاهَد ضمن التجويف الفموي، وهو أحد أنواع السرطانات العديدة المُجمَّعة في فئة تسمى سرطانات الرأس والرقبة، وقد يظهر على اللسان والشفتين واللثة وسقف وقاع الفم وبطانة الخدين الداخلية.
سرطان الفم من أنواع السرطانات سريعة الانتشار
يعتبر سرطان الفم من أنواع السرطانات سريعة الانتشار، ولكنه مثل أي سرطان آخر، في حال الكشف المبكر عنه والتشخيص الصحيح، قد ترتفع نسبة الشفاء منه إلى مستوى عالٍ قد تصل إلى 100%.
أما في حال انتشاره السريع فقد يصبح من الصعب الوصول إلى مرحلة الشفاء.
وتصل نسبة الوفاة بسبب الإصابة بسرطان الفم إلى نحو 55% من مجمل الأشخاص المصابين به، وتعتبر دول جنوب شرقي آسيا الأكثر انتشاراً لسرطان الفم، ويصيب عادةً الأعمار فوق سن الـ45، ولكنه قد يصيب الأعمار الصغيرة أيضاً.
أسباب سرطان الفم والحلق
مثله مثل بقية أنواع السرطان، ينشأ سرطان الفم والحلق بسبب طفرات في الخلايا تجعلها تنقسم بشكل كبير وشاذ، وتعد الخلايا الحرشفية الناشئة من الخلايا الطلائية المبطنة للفم والشفتين أكثر سرطانات الفم حدوثاً.
ليس من الواضح ما الذي يسبب الطفرات في الخلايا الحرشفية التي تؤدي إلى سرطان الفم، لكن الأطباء حددوا العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم وهي:
1- التدخين: يعتبر التدخين بمختلف أنواعه، السجائر والأرجيلة والغليون، عامل خطر جداً، إذ يحتوي التبغ المستخدم على نحو 20 مادة مسرطنة، كما أنّ مضغ التبغ- وهي عادةً منتشرة في بعض الدول الآسيوية- له ارتباط وثيق جداً بسرطان الفم.
2- الكحول: يعتبر الإفراط في تناول الكحول من الأسباب المسببة للسرطان أيضاً، خصوصاً لو اقترن تناوله بتدخين السجائر.
3- فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): لهذا الفيروس نحو 120 نوعاً، ترتبط 16 منها بالتسبب بسرطان الفم، لا سيما عند الإصابة به عندما يكون الشخص تجاوز الـ50 من عمره.
إضافة إلى ما يلي:
- ضعف المناعة.
- تعرض الشفتين للشمس بشكل كبير دون حماية.
- التغذية السيئة.
أعراض سرطان الفم والحلق
لسرطان الفم العديد من العلامات والأعراض التي يمكن الخلط بينها وبين مشاكل أو تغيرات شائعة في فمك.
على سبيل المثال، قد تلاحظ بقعاً داخل فمك لا يمكنك كشطها بعيداً، قد تكون هذه البقع حالات ما قبل سرطانية.
تظهر جميع هذه الحالات على شكل بقع في فمك وحلقك، لكنها مختلفة الألوان، وتشمل العلامات والأعراض الشائعة ما يلي:
- تقرحات بيضاء أو حمراء على شفتك أو داخل فمك تنزف بسهولة ولا تلتئم في غضون أسبوعين، وعند رؤيتك أي قرحة فموية يجب عليك الشك فيها ومراقبتها في حال علاجها على أنها قرحات فطرية، ولكنها عندما تبقى أكثر من 18 يوماً يجب عليك التوجه مباشرة لطبيب الأسنان للكشف عنها.
- بقع خشنة أو مناطق متقشرة على شفتيك أو لثتك أو داخل فمك.
- مناطق في فمك تنزف بدون سبب واضح.
- خدر أو ألم أو إيلام في وجهك ورقبتك أو في فمك يحدث بدون سبب واضح.
- صعوبة في المضغ أو البلع أو التحدث أو تحريك فكك أو لسانك.
- فقدان الوزن غير المقصود.
- ألم الأذن.
- رائحة الفم الكريهة المزمنة.
- شحوب الوجه وفقر الدم غير المبرر.
- انتشار نتوءات حمراء في الفم وتخلخل في الأسنان.
- تأخر شفاء الجروح في الفم.
الوقاية من الإصابة بسرطان الفم
لا توجد طريقة مثبتة للوقاية من سرطان الفم. ومع ذلك، يمكنك تقليل خطر الإصابة بسرطان الفم إذا كنت:
توقفت عن تعاطي التبغ: يؤدي استخدام التبغ، سواء المدخن أو الممضوغ، إلى تعريض الخلايا في فمك لمواد كيميائية خطيرة مسببة للسرطان.
تجنبت التعرض المفرط للشمس لشفتيك: احمِ بشرة شفتيك من أشعة الشمس بالبقاء في الظل قدر الإمكان. ارتدِ قبعة عريضة الحواف تغطي وجهك بالكامل، وضمن ذلك فمك. ضع مستحضراً واقياً من أشعة الشمس على الشفاه كجزء من نظامك الروتيني للحماية من أشعة الشمس.
راجع طبيب أسنانك بانتظام: كجزء من فحص الأسنان الروتيني، اطلب من طبيب أسنانك أن يفحص فمك بالكامل بحثاً عن مناطق غير طبيعية قد تشير إلى سرطان الفم أو تغيرات محتملة التسرطن.
التشخيص الصحيح لسرطان الفم
قد يكتشف طبيب أسنانك سرطان الفم المحتمل في أثناء أحد الفحوصات المنتظمة، قد يتابعك باختبارات أولية أو يحولك إلى جراح الفم والوجه والفكين أو جراح الرأس والرقبة.
تشمل اختبارات سرطان الفم ما يلي:
الفحص البدني: سوف ينظر طبيبك إلى داخل فمك بالكامل، كما سيفحص أيضاً رأسك ووجهك ورقبتك؛ بحثاً عن علامات محتملة لمرحلة ما قبل السرطان أو بعد الإصابة بالسرطان.
أخذ خزعة عن طريق الكشط: يستخدم الطبيب فرشاة صغيرة أو ملعقة لكشط المنطقة المعنية برفق؛ للحصول على الخلايا التي تم فحصها بحثاً عن السرطان.
الخزعة الجراحية: سيقوم الطبيب بإزالة قطع صغيرة من الأنسجة لفحص الخلايا السرطانية.
تنظير الحنجرة غير المباشر وتنظير البلعوم: يستخدم الطبيب مرآة صغيرة على مقبض طويل رفيع للنظر إلى حلقك وقاعدة لسانك وجزء من حنجرتك.
تنظير البلعوم وتنظير الحنجرة المباشر: يستخدم الطبيب منظاراً لفحص مناطق الحلق والفم التي لا يمكن رؤيتها بالمرايا، والمنظار الداخلي عبارة عن أنبوب رفيع ومرن مزود بضوء وعدسة رؤية.
هل يمكنني أن أفحص نفسي؟
لا شكَّ في أنّ فحص نفسك لن يرقى إلى مستوى الفحص الطبي، ولكن لا مانع منه إذا كنت تريد الاطمئنان قليلاً إلى حين الذهاب إلى عيادة طبيب الأسنان.
فيما يلي سأدلك على المناطق التي عليك فحصها بنفسك للبحث عن علامات سرطان الفم، وفي حال لاحظت تغيرات أو شيئاً غير عادي، فاتصل بطبيب الأسنان على الفور:
- تحسَّس شفتيك وما أمام لثتك وسقف فمك.
- تحسس رقبتك وأسفل الفك السفلي؛ بحثاً عن وجود كتل أو تضخم في الغدد الليمفاوية.
- استخدِم ضوءاً ساطعاً ومرآة للنظر داخل فمك.
- قم بإمالة رأسك للخلف وانظر إلى سقف فمك.
- اسحب خديك إلى الخارج لرؤية ما بداخل فمك، وبطانة خديك ولثة ظهرك.
- اسحب لسانك وانظر إلى الأعلى والأسفل والجانبين.
- ادفع لسانك برفق للخلف؛ حتى تتمكن من رؤية أرضية فمك.
هل يشفى مريض سرطان الفم شفاء تاماً؟
بالطبع هناك حالات تصل نسبة شفائها إلى 100%، وذلك حين الكشف المبكر عن السرطان واستئصاله بشكل جذري عن طريق الجراحة.
العلاج الإشعاعي: الذي يستخدم للقضاء على الخلايا الخبيثة ومنعها من النمو والانتشار، ويعد الأقل انتشاراً من طرق العلاجات الأخرى.
العلاج الكيماوي: يستخدم لعلاج سرطان الفم في حال انتشاره، من أجل قتل الخلايا السرطانية.
العلاج الموجه: يستخدم علاج السرطان هذا عقاقير أو مواد أخرى؛ لتحديد أنواع معينة من الخلايا السرطانية ومهاجمتها بدقة دون الإضرار بالخلايا السليمة، الأجسام المضادة وحيدة النسيلة هي بروتينات جهاز المناعة، ويتم إنشاؤها في المختبر وتستخدم لعلاج السرطان.
العلاج المناعي: العلاج المناعي هو علاج للسرطان يُشرك جهاز المناعة لديك لمحاربة المرض. يُطلق على العلاج أحياناً اسم العلاج البيولوجي.
وأخيراً: يمكن أن يقلل الكشف المبكر عن سرطان الفم من فرصة نمو السرطان أو انتشاره، ويمكنك اكتشاف سرطان الفم مبكراً عن طريق إجراء فحص ذاتي شهري، إذا لاحظت تغيرات أو شيئاً غير عادي، فاتصل بطبيب الأسنان على الفور، كما عليك الذهاب بشكل مستمر ودوري لطبيب الأسنان كل 6 أشهر.
يؤكد فريق على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.