لا باس وقد يكون مقبولا الاستنتاج أو التوقع من خلال ما يطرح على الساحة الدولية والإقليمية والداخلية من آراء ومخططات تفيد البشرية، إلا أن هذه الاستنتاجات والتوقعات فيما يخص هلاك البشرية تكون قصيرة النظر وذات طابع متطرف في أكثر الأحيان ، متطرف لأنه ذو نظرة أحادية وتفسيرات على ضوء ما يطرح من نظريات وأفكار ومعتقدات متطرفة تزيد من الاحتقان والاضطراب والقلق لدى البشرية، وهي ليست واقعية ولا ضمن أحكام العقل والمنطق، وخير مثال قضية الحرب النووية عن طريق هذا السلاح الرهيب الذي اكتشفه وصنعه الإنسان ليكون طريقاً للانتحار والقتل الجماعي ، لا نريد العودة إلى تاريخ المحاولات لصنع السلاح النووي أواخر العهد النازي في المانيا ولا اختراع القنبلة النووية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة الوحيدة إلى الآن استخدمتها كتجربة ضد الشعب الياباني نهاية الحرب العالمية الثانية ولن نتحدث عن نتائجها الكارثية التي استمرت بعد التفجير وما زالت تظهر مدى خطورتها على الحياة بشكل عام وليس على الجنس البشري فقط، ولا بد أن نمر على حقب ما بعد الحرب العالمية والحروب التي قامت بها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية هذا المرور الذي أثبته التاريخ بأن هذه الدول هي المسؤولة الرئيسية على تصنيع هذا السلاح المدمر مما دفع الاتحاد السوفيتي السابق مضطراً لصناعته خوفا من استعمالهم هذا السلاح الكارثي ضده وضد الشعوب السوفيتية حينذاك، ولهذا تحدث ونستون تشرشل في شهر مارس 1946 عن “ستار حديدي أسدِل على الجبهة الروسية” واصفاً الاتحاد السوفيتي بنظام العزلة والرقابة الصارمة التي فرضت على دول اوربا الشرقية ثم تحدث عن التوتر مع الولايات المتحدة الامريكية
وحث رئيس الوزراء الأسبق تشرشل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية على ما معناه التوجه ضد الاتحاد السوفيتي أي الحرب وأكد ” أن الفرصة سانحة في الوقت الراهن ” وتلتْ ذلك في عام 1947 إقرار خطة مارشال ” plan Marshall” ثم قامت الدول الاوربية الغربية على رأسها الولايات المتحدة الامريكية بأنشاء اتفاقية أمنية حلف شمال الأطلسي ” الناتو “في 4 / ابريل / 1949 في البداية ضمت ( 12 ) من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والبرتغال وكندا وبلجيكا والدنمارك وايسلندا وإيطاليا والنرويج ولكسمبورغ وتوسع بعد ذلك إلى ( 30 ) دولة حيث بدأت الحرب الباردة والتهديدات بتطوير السلاح النووي ثم الاعتداءات الامريكية وتدخلاتها في أمريكا اللاتينية وآسيا وافريقيا حيث كان التهديد بالحرب النووية يشغل فكر البشرية ، تلك الحقب وما ادراك ما تلك الحقب حيث كانت تصحو البشرية كل يوم على رعب اشعال حرب عالمية ثالثة إلا أنها نووية، التهديد باستعمال السلاح المحرم دوليا مازال قائما واستعمل في حروب إقليمية عديدة والتهديد بالسلاح النووي ليس باللعبة أو النزهة العابرة ولدينا تجربة غنية بتهديدات الأنظمة الرأسمالية التي يكمن في جوهرها الاستغلال والحرب وما الحرب الروسية الأوكرانية وما تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن العديد من المرات باستخدامه السلاح النووي إلا دلالة على عدوانية ورعونة النظام الرأسمالي بأكمله، وهنا ليس قلقاً فحسب إنما الخوف والرعب من هذه التهديدات ولهذا ترتفع أصوات السلام لإيقاف الحرب بشكل مطرد والبشرية على حافة تلك الكارثة الرهيبة، تعتقد البشرية والقوى التقدمية : مهما كان التفاؤل بعدم حدوثها لكن الشرارة الصغيرة قد تخلق ناراً لا يمكن اطفاؤها ولدينا تجارب حول حروب بدأت برصاصة أو حدث تافه!!، للأسف البعض من قصيري النظر يرى أن الحرب بالأسلحة النووية والأسلحة المحرمة دولياً سوف يؤدي إلى هلاك ثلث البشرية هذا ما نشر في موقع صوت الجالية العراقية المخصص للجالية الشيعية حيث نشر مقال واضح لكاتب عراقي بعنوان ( الحرب النووية هلاك الطاغين وبشرى للمتقين) أشار المقال بشكل واضح ” مواريث الروائية التي نقلت لنا كثيراً حيث حدثتنا أن هناك حرب بالأسلحة الفتاكة والنووية ستحدث ويهلك فيها ثلث الناس، وأسمتها الروايات بهرج الروم والموت الاحمر وما يليها هو الموت الابيض وهي قبل قيام القائم المهدي (عج)” واعتمد المقال على ادعاء الامام الصادق (للعلم ليس له سند) الذي أشار “لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلث الناس” ثم يذكر كما قال الامام الصادق (علية السلام) ويذهب من كل سبعة خمسة، ومن كل تسعة سبعة وهنا نعلم أن الدمار سيكون مختلف من منطقة واخرى وما نراه الآن من صراع بين الدول الكبرى يبدو أنه قد يؤدي إلى تلك الحرب ” هذا المقال ليس الوحيد الذي يحلل الأمور حسب نظريته الطائفية الدينية وهنا نحن لا نناقش فكرة المعتقد الديني لأننا نؤمن بحرية الاختيار والاعتقاد لكن ما يهمنا واكثرية شعوب المعمورة هو التخلص ليس من الحرب فحسب بل من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي ، كما أننا نخصص موضعنا في الحرب الفتاكة التي اذا ما قامت لن يبقى لا ثلث ولا نصف البشرية وقد تكون نهاية الكرة الأرضية، ولن نناقش المعتقدات الطائفية والدينية ولن نتدخل فيها إلا من أجل حماية البشرية.
أن هذه الآراء في قضية هلاك ثلث الناس تتبناها قوى متطرفة رجعية عديدة وقد يكون ايضاً راسخاً في الفكر الإيراني المتطرف في مشروع تصنيع الأسلحة النووية ونقلت الاخبار الأخيرة عن كمية اليورانيوم المخصب الذي تم الحصول عليه والإمكانية على تصنيع السلاح النووي في إيران، وهذا الاعتقاد رسخه النظام الإيراني لدى أكثرية دول العالم مما خلق أوضاع قريبة للانفجار في العديد من المواقع وسعي إيران للتدخل في شؤون الدول الأخرى وتزويد البعض منها بالسلاح المختلف بما فيها الصواريخ والطائرات المسيرة التي نشرت عنها وسائل الاعلام الإيرانية وغير الإيرانية ببناء مدن صاروخية وقواعد سرية للمسيرات تحت الأرض وقد كشفت ايران مؤخراً ” عن قاعدة سرية للجيش على عمق مئات الأمتار مخصصة للطائرات المسيرة التي يمكن استخدامها في عمليات مختلفة” وللعلم هناك العديد من القواعد التي أعلنت ايران عن وجودها ويشك أن البعض منها مازال قيد السرية ، وهذا ما كشفه في شباط 2021 اللواء محمد علي جعفري القائد العام السابق للحرس الثوري الإيراني الذي أشار عن وجود ” قاعدة لتصنيع الصواريخ ” وكذلك عن صاروخ ديزفول الباليستي أرض ، أرض مداه يصل إلى الف كيلومتر ” وممكن حمل أنواع مختلفة من المتفجرات في رأسه الحربي (بما فيها السلاح النووي)” وهناك حسب الاعتراف الإيراني وجود قواعد عديدة ومدن صاروخية مخصصة للطائرات المسيرة تمتد أكثر من (70) كيلو مترا تحت الأرض” ونستطيع وباعتراف مسؤولين عسكريين إيرانيين أن نكشف عن هذا التوجه الخطير وكأنها التحضير لحرب نووية فتاكة مما يدفع القوى المتربصة للتخندق والبدء بالحرب ضد إيران والمنطقة بأسرها ، وفي طور جديد نجد أن هناك مساعي إيرانية ليس للتدريب على صواريخها ومسيراتها فحسب بل لصناعة السلاح خارج حدودها وهذا ما لمسته البشرية في الطائرات المصنعة محلياً في بلدان في المنطقة الذي ازداد بشكل مضطرد خلال الفترة الحالية.
أن العودة لفكرة قيام الحرب النووية لإنقاذ الناس من الظلم بعدالة ظهور المهدي وغيره لا تختلف عن الدعوات الخطرة في لجم مساعي الدول والشعوب التي تناضل من أجل الانعتاق من براثن الاخطبوط الاقتصادي العدواني ، وهما دعوتان تعلنان صراحة بفناء ثلث البشرية أو جميع البشر لصالح فكرة عنصرية متطرفة بحجة نشر العدالة وحقوق الانسان، لابد من التفكير الجدي التخلص من إشكاليات التيه والضياع في متاهات الامنيات التي تقف على فنتازيا تراجيدية وهي تحقيق العدالة بالحرب وما أدراك ما معنى الحرب النووية ؟ وهذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تهديد جديد يوم الاحد 5 / 6 / 2022 بأنهم سيقومون بضرب أهداف جديدة في حالة تسليم النظام التابع الاوكراني صواريخ وهدد بوتين ” بأنه في حال تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى “عندها سنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا.. لضرب مواقع لم نستهدفها حتى الآن” وهو رد على” إعلان الولايات المتحدة قرارها بتسليم أوكرانيا قاذفات صواريخ متعددة بعيدة المدى يمكن أن تصيب أهدافا على بعد حوالي ثمانين كلم”
انهم الرأسماليون الديمقراطيون للكشر الذين يتشدقون بحرية الرأي والحريات العامة والخاصة والديمقراطية لكن على طريق قضم الرأس وحقوق الانسان التي يذل فيها الانسان على طريقة الاستغلال وسرقة قوت الشعوب ، هل تتطور الحرب إلى نووية ؟ حتى تتحقق نبوءة العدالة حسب تصور البعض ؟! لنتصور الحرب النووية لإنقاذ البشرية من ويلات الظلم والقهر وهل ستبقى البشرية اذا قامت مثل هذه الجريمة كي يخرج من يخرج مع احترامنا للذين يبنون هذه الفكرة على الخيال غير المحدود.
السلام عليكم
نحن الشيعة نؤمن بفكرة الامام المهدي عجل الله فرجه وهو موجود في روايات كل المسلمين.. وهذا امر لايحتاج الى أدلة. وبالنتيجة هي فكرة دينية الوقت هو الذي سيثبت صحتها من عدمه ولانرتب عليها أثرا في تعاملاتنا مع الآخرين سوى الاثر الروحي وهو من العبادات والكثير من الاديان لها خصوصياتها في العبادة سواء كانت منطقية ام لا كايمان المسيحيين مثلا برجوعه في آخر الزمان ولانجد منكم من يحاول الاستهزاء بعقيدتهم وهناك من يعبد البقر والفرج وغيرها فلانجد منكم من سرد عليهم او حتى ينتقدهم بالمنطق!
واود ايضا ان ابين لحضرتك معلومة ذهاب ثلثي اهل الارض في آخر الزمان وليس الثلث!! وهي ايضا روايات الوقت كفيل باثبات صحتها من عدمه. اما ان نتمنى ذهاب الثلثين من الناس فلا اعتقد ان هناك انسانا في ارجاء المعمورة يتمنى حدوث ذلك الا اذا كان من الطغاة كبوتين او ترامب الذين لاتهمهم البشرية.
كل ماتقدم موكول امره الى الله سبحانه ان شاء عذب وان شاء غفر ورحم وقدرته فوق كل طاغ وباغ.فحديث طوفان النبي نوح عليه السلام كان امرا الهيا وذهب نتيجته كل اهل الارض الا مارحم الله سبحانة.
الخلاصة ان جميع العرب والمسلمين اليوم في الوطن العربي من كل الديانات والمذاهب ليسو عاملا في حدوث حرب عالمية. وقد شهد العالم حربين عالميتين مضت ليس للعرب والمسلمين وباقي الاقليات الدينية والقومية في الوطن العربي يد في حدوثها بل هم متلقون ومراقبون لا اكثر فليس لهم حول ولاقوة.
واما تحقيق العدالة في الارض فالشيعة يعتقدون بان الله سوف يحققها في نهاية المطاف سواء بحرب او بدونها فهذا شان موكول امره بيد الله سبحانه.
اما بالنسبة لصحة الاحاديث من عدمها فهذا مناط بذوي الاختصاص من العلماء من المذاهب الاسلامية وليس لعامة الناس.
ارجو تقبل كلامي بصدر رحب. والخلاف لايفسد للود قضية. كما يسعى اعداء البشرية لاثارة الخلاف في جهة معينة لاهداف خاصة.