الخميس, نوفمبر 13, 2025
Homeمقالاتالذعر والانقسام في قمة هرم النظام الايراني : منى سالم الجبوري

الذعر والانقسام في قمة هرم النظام الايراني : منى سالم الجبوري

عندما يزداد تضييق الخناق على النظام الايراني وتتکالب عليه المشاکل والازمات ويواجه أوضاعا سلبية غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء، فإن أبرز ما يلفت النظر هو تصاعد الصراع بين جناحي النظام وسعي کل منهمالإلقاء اللوم على الآخر، وهذا ما قد شهده ولمسه العالم في الاعوام السابقة ولکن الذي يلفت النظر کثيرا هنا هو إن من حالات تکالب الصراع بين جناحي النظام لم تصل المستوى غير المسبوق للفترة الحالية خصوصا وإن النظام الايراني قد تعرض لسلسلة من الهزائم والانکسارات غير العادية التي يحاول عبثا ومن دون جدوى معالجتها والتغطية عليها.

البرنامج النووي الايراني الذي أصبح تحت المجهر ويتم الترکيز عليه من قبل المجتمع الدولي وتکثيف الضغوطات عليه ولاسيما بعد تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية عليه مجددا، فإن النظام يعيش حالة من التخبط والفوضى في مواجهة ذلك خصوصا مع إنعدام خياراته ومعرفته بعواقب الامور لو واصل تعنته، ويبدو إن وزارة خارجية النظام التي تدرك جيدا مدى الخطر والتهديد الذي يحدق بالنظام فيما يتعلق ليس ببرنامجه النووي فقط وإنما بمصيره، تحاول بکل الطرق المتاحة مواجهة ذلك الضغط وإمتصاصه لکن الملفت للنظر هنا هو إنه وفي هجوم عنيف وغير مسبوق، شنت وسائل إعلام تابعة لاستخبارات حرس النظام هجوما كاسحا على الجهاز الدبلوماسي، وتحديدا فريقالمفاوض عباس عراقجي ووزارة الخارجية، متهمة إياهم بالخيانةوالتواطؤ مع العدو من خلال بث اليأس في الداخل الإيراني،وخدمة أهداف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة!

بهذا الصدد، ووفقا ل”بولتن نيوز”التابع لاستخبارات الحرس، فإن الفريق الدبلوماسي بوزارة الخارجية، بقيادة عراقجي، وبدلا منمواجهة العقوبات، قد كرس وقته لشرحها وتفصيل آثارهاالمدمرة. واعتبر التقرير أن هذا النهج، الذي وصفه بـالشفافيةالمتعمدة لخلق الأزمات، يمثل هندسة أزمة نفسية في قلب نظامصنع القرار في البلاد. ووجهت انتقادات لاذعة لتصريحاتحميد قنبري، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، الذيشبه وضع إيران الحالي بوضع نظام صدام حسين وبرنامجالنفط مقابل الغذاء، وهو تشبيه اعتبره الحرس بمثابة طعنة فيالظهر وإعلانا للهزيمة.

وقد كان الاتهام الأخطر الذي وجهه جهاز الحرس لوزارة الخارجية هو أن بث اليأس وتفاصيل الانهيار الاقتصادي هو بالضبط ما تسعى إليه منظمة مجاهدي خلق وتتابعه بكل ما أوتيت من قوة. يرى الحرس أنه عندما يعلن دبلوماسي رفيع أن التحويلات المالية أصبحت مستحيلة، وأن مفتاح اقتصاد إيران قد ضاع، فإنه بذلك يلعب دور العدو الخفي في الداخل الذي يهدف إلى خلق يأس ممنهج. وبهذا، تتحول وزارة الخارجية، من وجهة نظر الحرس، من خط دفاع عن الدولة إلى أداة في الحرب النفسية التي يشنها “العدو”، وتحديدا منظمة مجاهدي خلق التي يعتبرها النظامخصمه اللدود.

هذا الوضع الانقسامي وحالة الاختلاف والتناحر التي تواجه النظام في قمة هرمه، تعني بأن أوضاعه لم تعد کما کانت في السابق وإن الامور تجري في سياق مختلف تماما خصوصا وإن فحوى وأساس ومحور الحديث الذي يتم الترکيز عليه من قبل الجناحين المتصارعين يتعلق بمصير النظام ومن إنه يسير بإتجاه مستقبل مجهول!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular