قُدسية الملائكة (1-3)
المعروف انه تطلق كلمة ملاك على انبل البشر وقد خلق الله الملائكة من نور جلالته بإتفاق كل الاديان في ذلك ، وهي اول المخلوقات من الله قبل الاجسام ..والله داخل في تركيب سواه لكنه لايقبل الشركه فيه ، والله ليس مركب او هيولي لكن نجد من نوره الملائكة وبقية خلق الله في صورته من كلمة وليست بذات صورة كما يقول أوغسطينوس * . !.ويقول ( عرفنا الله يحصل فينا شبه له )ونجد انه من المستبعد ان يكون لله شبيه بالخليقة وجائز القول ان الخليقة شبيه بالله – ويقول لاصورة لله في البشر لانه هو اوجد لنفسه صورة روحانية في الانسان ) يقال صورة الله وليس على صورة الله حسب توما الاكويني * وكتابه الخلاصة اللاهوتية. وكون الله كاملا فانه من المرجح خلق غيره بكماله من نوره لانقصا فيه خاصة في خلق الملائكة . وقال ابو جعفر الرازي (خلق الله الملائكة يوم الأربعاء وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة).
وسميت ملائكة لقوتها وقيل اصلها مألك – بتقديم الهمزة – من ألالوك ، وفي اللغة بمعنى آلوكه حسب لسان العرب لابن منظور ، واشتقاق الملائكة من ملك أي ألك ، وابن القيم يقول سميت ملائكة من ألالوكة فهم رسل الله في تنفيذ اوامره ، وقال يحي بن كثير (خلق الله الملائكة صمداَ ليس لهم أجواف ) .وذكر غريغوريوس في خط33 في الانجيل (يقال لبعض اجواق الملائكة سيادات من حيث يخضع لامرها سائر الاجواق الملكية – وايضا في خط 36 على الانجيل يقول السلاطين ملائكة خاضع لولايتهم القوات المضادة ) .
وليس في الملائكة {ملكات} باعتبار الروحانية موجودة في العقول الالهية )ج4 كتاب توما الاكويني – هذا ربما يحقق بكونهم فيهم نقص وهذا مشكل – والروحانية هنا يقصد بها الفضائل العقلية التي ليس فيها اعراض كما هي فينا نحن البشر فان الملائكة منزه عن كل عرض نفس ) معنى عرض {متاع الدنيا وحطامها } نفس المصدر السابق . وكما انهم لايتناكحون ولايأكلون ولايشربون ولايتعبون ولايملون ويسبحون لله باستمار ، وكما لايستطيع بنو آدم رؤية الملائكة ولا يتصفون بالذكورة او الانوثة . ولم يرسل الله رسلا من الملائكة لاختلاف طبيعتهم عن البشر . وهم لايخاطبون الله لانه عَلمَهُم موقعهم .
وفي نهج البلاغة للامام علي يقول عن الملائكة الكرام (هم أعلم خلقك بك ،وأخوفهم لك ، واقربهم منك ، وكثرة طاعتهم لك ، وقلة غفلتهم عن أمركَ ، وكما ان الملائكة متدرجة تحت رئاسة واحدة ولجميع الملائكة طبقة واحدة – ج3 كتاب توما الاكويني ) . قال يوحنا الدمشقي كتاب الدين المستقيم 2ب 3 ( مادام الملائكة في السماء فليسوا في الارض ) ونفسه القائل في المستقيم ك2ب3 ( متى كان الملائكة معنا فليسوا في السماء )وحسب الاكويني النور الذي خلق منه الملائكة ثلاث أنواع :
1- نور الطبيعة يستمده الملاك من الخالق .
2- نور النعمة يستمده الملاك من المبرر .
3- نور المجد يستمده من المُسعٍد .
نبيل الفياض في كتابه تاريخ الملائكة في الاديان يقول : (اول ذكر للملائكة بقول ملاك الرب للجارية هاجر لاتخافي لقد سمع ملاك الرب صوت الغلام ). وملا ك بالعبرية ملاوك من جذر غير مستعمل بمعنى يرسل او يبعث في غيرها يعطي .وفي انبياء ماقبل السبي في هوشع 12:4-6 13و14حيث قال نقد لاذع ليعقوب : في رجولته صارع الله صارع ملاكا وغلبه وهرب يعقوب الى حقل آرام .
ويقول فراس السواح في كتابه الرحمن والشيطان ( في قصة التكوين في التوراة وخلق الايام والشمس والقمر لم نرى اي ذكر لخلق الملائكة والشياطين ) – وجبرائيل ابرز ملائكة الديانات الثلاث ربما هو اسم ارامي ظهر اول مرة في سفر دانيال المكتوب في حقبة معاصرة للسبي البابلي ويقول نبيل فياض في كتابه تاريخ الملائكة ( إن اسماء الملائكة مستمدة من الزرادشتية واخذتها من الهندوسية وكذا اليهودية والزرادشتية اخذتها من بلاد الرافدين -) . و خزعل الماجدى يقول في كتابه انبياء سومريون (ان الملائكة انشقوا بعد خلق ادم الي قسمين : 1- الملائكة الساقطون وهم الذين تزوجوا بنات الناس . و2- الملائكة الاتقياء ) .
ديانات الشرائع الثلاث لم تُعيرإهتماما للملائكة بل اتـخذت النبوة اساس وجودها ونجاحها على الرغم ان الانبياء اقل منزلة من الملائكة كونهم بشر خلقوا من طين ، والملائكة من نور وبعض الديانات فضلت البشرعلى جميع خلائق الله . وتوكيد الاية لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم (تين 4) . وفي حك25:11 ( تحب جميع الاكوان ولاتمقت شيئا مما صنعت ).
والملائكة ليس لهم من خصائص الرب شئ لا في الالوهية ولا في الربوبية وهم لايرون على صورهم الحقيقية ولايحصى عددهم إلا الله على الرغم من ذكر اسمائهم بالعدد { سبعة ملائكة} . و انهم ساهموا في نقل الوحي من الله للملائكة . (من كتاب حتى الملائكة للمؤلف جيفرى لانغ ) .
والايمان للفرد او للاديان بالملائكة له أثر متفاوت على إيمان واعتقاد العبد وسبب التفاوت هو مستوى العلم فمن له علم أكثر يزيد إيمانه على غيره والملائكة عالم غيبي لامجال لمعرفته إلا بالخبر . من (كتاب حقيقة الملائكة للمؤلف أحمد النجار ) .
(وبعض الاديان تقدم الملائكة على انها مخلوقات لاتملك حرية الارادة وان الانسان يمكن ان يرقى الى مستويات أعلى من الملائكة او يهوى الى اعماق أدنى منها حسب جيفرى لانع مؤلف كتاب حتى الملائكة -) . ويرى توما الاكويني (بان الملائكة يرون الله بذاته ومع ذلك لايعلمون جميع الاشياء لان الملائكة الآدنين يتطهرون من الجهل من الملائكة الاعليين ).
ويضيف ديونسيوس * في مراتب السلطة السماوية ب7 (فهم لايعلمون الحوادث المستقبلية وخواطر القلوب فان هذا خاص لله وحده ) ونجد في تكوين 2 – آدم وضع اسماء لجميع الحيوانات مناسبة لطباعها فاذا كان آدم يعرف جميع طبائعا فانه يعلم جميع الاشياء الاخرى – ربما هنا الكلام بعد خلقه ؟ .
وفي القران الكريم فى سورة ( البقرة 30 ):
” وإذ قاَلً ربك للملائكة أنى جَاعِلّ فى الأرضِ خَليفَةَ قَالُوَا أتَجعَلُ فِيهَا “من يُفسِدُ فِيهَا
وَيُسفِكُ الدِماءَ، وَنحَنُ نُسَبِحُ بِحَمدِكَ ونَقُدِسُ لَكَ قال أنى أعلَمُ مَا لَا تَعلَمُونَ
وإذ قُلنَا للملائكة اسجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلاَ إبلِيس أبَى وأستَكبَرَ وكَاَنَ مِنَ الكَافِرِينَ (سورة البقرة 34).
خالد علوكة …. ملاحظة (له تتمه ).