ما أشبه اليوم بالأمس
مقال تم نشره في الانتخابات الماضية
ونحن على أبواب الإنتخابات البرلمانية مرة أخرى وبعد ما حدث من مآسي وكوارث وجرائم تندى لها جبين الانسانية كان ولازال علينا جميعاً أولاً أن نتخذ من ما حدث دروساً وعبر وخاصة وبكل اسف ومرارة نقولها ان المعاناة مستمرة فهناك الألاف لا زالوا مخطوفين ومخطوفات ومئات الألاف لايزالون يسكنون الخيم.. وبما انكم تعتبرون أنفسكم قدوة للمجتمع وتؤكدون ان ترشيحكم ليس طمعاً بقدر ما هو خدمة لقضيتنا.
يجب عليكم أن تتوحدوا وأن تتركوا المصالح الشخصية والحزبية جانباً فقضيتنا هي قضية اثبات وجود ولا يهم مع أي طرف تكون على أن لا تكون سبباً في تشتت أصوات الإيزيدية..
نعم أخواتي المرشحات والمرشحون ان البرلمان وعضويته ليست لعبة أطفال تتسلون به سواء كنتم اعضاء في البرلمان أو حتى مجرد مرشح او كسب بعض الأموال لفترة زمنية محددة، فهي كما قلنا قضية وجود ومصير مكون تضعونه على المحك بعنادكم وإصراركم في عدم فسح المجال لبعضكم البعض.. فمسألة ان لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب.. تنطبق على برلماننا الحالي فهو أشبه ما يكون بالغابة نعم إن لم تكن ذئباً شرساً متسلحاً بالثقافة والسياسة فلا تدخل وادي الذئاب أو تقترب منه.. فالمسألة في هذا الوقت الطارئ يختلف عما كان الوضع عليه سابقاً.. والمجال لا زال متبقياً لكل مرشح ينسحب قبل فوات الأوان والإنسحاب كما يقال هو نصف المرجلة بل هو بحد ذاته انتصار كونه انسحب لأجل فسح المجال لغيره لأجل قضية ومصير.. وهناك إنتخابات أخرى من مجلس المحافظات وغيرها الكثير.. وأن تخدم مجتمعك لا يتحتم بالضرورة أن تكون برلمانيا بل هناك مجالات عدة هذا إن كنتم صادقون في قرارة نفسكم.. فبعد فوات الأوان لا تلوموا غيركم أو الناخبين الذين لا حول ولا قوة لهم فهم موزعون بينكم فلا تظلموهم ولا تبرروا الحجج للخسارة، كما فعل من قبلكم في الدورة السابقة.
أ يها الإخوة والاخوات أنا أتوجه لكم بهذه الكلمات كأخت وأكرر من حقكم جميعاً ان تخوضوا الانتخابات وليس من يدخل الانتخابات أحسن منكم ولكن الغالبية الساحقة من الناس أخذوها بالغرائز والتحدي مع جل احترامي لكل المرشحين ولكن في غياب التنظيم سنواجه العوائق الكبيرة والمشاكل في ضمان حقوقنا وسنضطر ان نتقبل بالأمر الواقع مثل ما واجهناها في السنوات الماضية، حيث ذهبت كل أصواتنا هدراً.. لذا فالننظر للحياة بعينها لنتعلم الدروس من تجاربها فالحياة مدرسة وتجارب.. افسحوا المجال لبعضكم وقدرو ظروف مجتمعكم وضعوها امام اعينكم لتخففوا بعض الشيئ من جراحهم ومعاناتهم ولازال الأمل أمامكم لكي تقرروا مصيركم ومصير مجتمعكم الذي في انتظاركم فان يوم الانتخابات يوم مصيري ويوم مهم بالنسبة لمجتمعنا خاصة بعد فقدان الأمل ووجع الاختيار وأختلاف الرأي.
وهنا أتوجه لجميع ابناء ملتنا من الإيزيديين وأقول لهم إذهبوا الى صناديق الاقتراع لكي تختاروا مرشحكم الذي يستحق ولكي لا تذهب أصواتكم هدراً ولاتتراجعوا عن اختياركم فالتراجع ليس من صالحكم ضعوا مصلحة مجتمعكم في كفة الميزان وضعوا أنفسكم جميعا في الكفة الأخرى وحينها ستدركون حجمكم الحقيقي وسترون كيف إنكم ستحققون توازناً في المصلحة العامة سترفعونه عالياً ليكن هو يوم الضمير والأمل القريب ليكون اختياركم الأبيض عن الأسود بمشاركتم الفعالة وزحفكم نحو صناديق الإنتخابات سيكون رداً قاسياً للأعداء الذين يحاولون دوما تقليص حجمنا وتهميش دورنا..
أعود وأقول قبل ختام منشورنا لو حدث وإن خسرنا في الإنتخابات بالفوز بالمقاعد التي نستحقها المسؤولية الأولى والأخيرة سوف تقع على عاتق المرشحين وعنادهم الذي جعلهم يفضلون مصلحتهم الشخصية على مصلحة ملتهم ومجتمعهم الجريح.
متمنين الفوز لكل المرشحين خاصة منهم المخلصين والمقتدرين على نقل معاناة مكون طالما تعرض لحملات الإبادة تجاوزت 74 حملة.. فنحن بقايا تلك الحملات فأجدادنا العظام حافظوا على وجودهم رغم كل ما حدث.. لتكن مسؤوليتنا جميعاً تاريخية..
وأختم منشورنا بسبقات من قول مقدس للشيخ ملك فخر الدين الذي يقول ذهبت لديوان الأله، رأيت الفرح والسرور، كل ذلك بالإتفاق والتشاور.