الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتلعنة الكورد تلاحق من أجرم بحقهم حياً وميتا؟ : محمد مندلاوي

لعنة الكورد تلاحق من أجرم بحقهم حياً وميتا؟ : محمد مندلاوي

الشعب الكوردي واحد من الشعوب غير المهاجرة من أرض ما إلى وطنه الأم كوردستان، كما أسلفنا في مقالات سابقة، أن اسمه كورد – ستان يقترن باسمه. ويظهر جلياً، أنه ليس كالعرب الذين قدموا من جزيرتهم الجرداء التي تحمل اسمهم، ولا كالأتراك الذين جاءوا من طوران في آسيا الوسطى واستوطنوا ما تسمى اليوم بتركيا عنوة، ولا كالبدويين الفرس، الذين قدموا من خارج إيران إلى إقليم شيراز في جنوب إيران، ولا كالطوائف والأقليات العرقية والعقدية التي قدمت إلى كوردستان إما مع محتلي كوردستان، أو فرت من أوطانها إلى كوردستان هرباً من السبي والقتل على أيدي الغزاة. من هذه الطوائف والأقليات التي لا زالت تعيش في كنف الشعب الكوردي هي الأقلية التركمانية بشيعتها وسنتها، التي استوطنها المحتل الصفوي، ومن ثم المحتل العثماني في مدينة كركوك والمدن والقرى الكوردية الأخرى كزمر عسكرية لمواجهة ثورات الشعب الكوردي الذي رفض الاحتلال بكل أنواعه ومسمياته. أما اليهود، (العبرانيون) لقد جاء بهم الآشوريون سبياً على الأقدام من إسرائيل إلى كوردستان، وذلك قبل فنائهم – الآشوريون- من الوجود نهائياً على أيدي الكورد (الميديون) ومحوا كيانهم المصطنع المسمى آشور وعاصمتها نينوى عام 612 ق.م. وذلك بسبب جرائمهم البشعة التي ارتكبوها ضد شعوب المنطقة كاليهود والآراميين والبابليين والعيلاميين الكورد والميديين الكورد وغيرهم، لهذا السبب وأسباب أخرى فقدت مقومات استمرارها وبقائها ككيان معتدي وغاصب، لذا توافرت علل زوالها وفنائها نهائياً، وهذا ما قام به الكورد الميديون والبابليون معاً. للعلم، أن هؤلاء الآشوريين هم أيضاً كانوا من المجاميع القادمة من شمال الجزيرة العربية لكن في بداية مجيئهم استوطنوا بابل، إلا أنهم بسبب ضغط الآخرين عليهم تركوا بابل وتوجهوا نحو كوردستان والاستيطان فيها، عزيزي القارئ، بما أنهم قدموا من شمال الجزيرة العربية لذا سميت لغتهم باللغة الجزرية أي: لغة الجزيرة؟. أما الطوائف المسيحية في كوردستان بلا شك إنهم كورد أصلاء اعتنقوا الديانة المسيحية قبل الإسلام، وهذا مذكور في الكتب العربية والأجنبية التي دونت في صدر الإسلام، لكن فيما بعد بسبب العداء العقدي الذي بين الأديان؟ وتحريضهم من قبل المستعمر الغربي، الذي يعتنق نفس عقيدتهم الدينية لذا أنهم شيئاً فشيئاً ابتعدوا عن أبناء جلدتهم الكورد انتماءً وثقافة وعقيدة. شاءت الأقدار حتى الكورد أنفسهم لم يسلموا من سيوف الغزاة… لقد فرضت عليهم العقيدة الإسلامية من قبل العرب الغزاة بحد السيف، وذلك في العقد الثاني للهجرة، أي: في القرن السابع الميلادي عندما غزت الجحافل العربية القادمة من الجزيرة العربية مدينة موصل الكوردية وبقية مدن وقرى وقلاع الكورد، كالعادة استوطنوها عنوة والآن يزعمون بأنها مدن وقرى عربية؟؟!!. حقاً اللي اختشوا ما توا. قبل أن أنهي هذه الجزئية أود أن أقول للقارئ الكريم: لاحظ كيف أن التاريخ يعيد نفسه، لقد شاهد العالم كيف أن الطوائف العقدية وغيرها بعد عام 2003 لجأت إلى كوردستان طلباً للحماية، كالعادة أخذتهم كوردستان الحنونة بالحضن وحمتهم من سيوف أعداء البشرية، ووفرت لهم الأمن والأمان، وكل متطلبات الحياة الحرة الكريمة.

الآن نذهب إلى بيت القصيد في مقالنا ومضمون ما جاء في العنوان أعلاه. نحن هنا نتحدث عن أولئك الذين أجرموا بحق الكورد، ونتيجة لجرائمهم ضد هذا الشعب المسالم لم يموتوا ميتة طبيعية، أما قتلوا شر قتلة، أو أصابتهم أمراض خبيثة تمنوا فيها الموت. اللعنة الأولى نزل علي كورش بن كبوجية بن هخامنش الذي حكم بين أعوام 559- 529 ق.م. والذي قضى على إمبراطورية ميديا الكوردية بخدعة معروفة في كتب التاريخ بخدعة كورش. اللعنة الثانية لحق بآخر ملك من عائلة هخامنش الأخمينية والذي قتل أيضاً شر قتلة إلا وهو داريوش الثالث، بعد أن هزمه إسكندر المقدوني شر هزيمة  عام 330-331 ق.م. في موقعة كوكملا (گۆگملا) قرب مدينة أربيل (هەولێر)، ربما (گۆگملا) هي منطقة (گۆێڕ) الحالية التي لا تبعد عن أربيل سوى 40 كيلومتر. وبعد أن فر من ساحة المعركة إلى أعماق الأراضي الإيرانية لم ينج من قدره المحتوم وقتل داريوش الثالث على يد أحد رجاله. حتى اسكندر المقدوني نفسه لم يفلت من اللعنة الكوردية وذلك بسبب دنسه لأرضهم، وإحراقه لكتابهم المقدس ((أفستا- آبستاق))، وهو كتاب النبي زرادشت (ع). لقد مات اسكندر المقدوني بعمر الـ32 سنة بالطاعون ؟ نستطيع أن نقول: مات دون أجله، مات ناقص عمر وذلك بسبب اللعنة الكوردية. هناك أشخاص آخرون سبوا نساء وفتيات الكورد، ونهبوا ممتلكاتهم دون وجه حق، أولئك أيضاً لم يمت أحدهم ميتة طبيعية على الفراش في عقر داره، بل قتلوا جميعاً بحد السيف شر قتلة على أيدي ابناء الكورد الغيارى أو غيرهم انتقماً لما اقترفته أياديهم من جرائم بشعة ضد هذا الشعب الجريح الذي آزر واستصرخ من استنجد به في الشدائد. وفي العصر الحديث، هناك الرجيم رضا شاه الذي كمن سبقه في السلطة عادى الكورد أشد معادة، وهجم على إمارتهم المستقلة في إيلام (عيلام) في شرقي كوردستان واحتله. لكن لعنة الكورد لم تتركه أن يهنأ بالحكم، كما جاء به البريطانيون من إسطبل الخيل إلى سدة الحكم ونصبوه شاهاً على إيران، هم أيضاً -البريطانيون- أبعدوه منه ونفوه بطريقة مذلة ومهانة إلى أفريقا وتركوه لقدره حتى مات في ديار الغربة ودفن في مصر، كما أن نجله محمد طمر هناك بعد أن فر من ثورة الشعوب الإيرانية إيرانية ضده. يقال قبل موته كان يقف رضا والد محمد أمام المرآة وينظر إلى قامته ويقهقه بصوت عالي ويعفط على نفسه ويتفوه متهكماً بنفسه: هذا شاه إيران طيييط. وهكذا طارد لعنة الكورد نجله محمد الذي خلف أباه رضا في الحكم، الذي هو الآخر غدر بالكورد وأجرم بحقهم، لقد أعدم رئيس جمهورية كوردستان (قاضي محمد) وعدداً من وزرائه وقياداته مع أنه -الشاه- سجن ثلاث سنوات محمد مصدق الذي قاد انقلاباً عليه وبسببه فر الشاه إلى بغداد ومن ثم إلى إيطاليا حتى أعادته المخابرات الأمريكية “سي آي أي = C I A” عندما قامت بانقلاب مضاد على مصدق. لاحظ عزيزي القارئ كيف هي العنصرية، مصدق قاد انقلاباً على الشاه وأخذ السلطة منه وهدد حياته وحياة أسرته، بينما قاضي محمد أسس جمهورية ديمقراطية ذات حكم ذاتي داخل الحدود السياسية لإيران لم يجرد الشاه من الحكم ولم يهدد حياته ولا حياة عائلته، إلا أن الشاه… حكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم وعلق مظلوماً على عود المشنقة في ساحة “چوار چرا” في العاصمة مهاباد، بينما حكم على قائد الانقلاب محمد مصدق كما يُحكم على الشخص الذي يقود سيارة بدون رخصة سوق، هذه هي العنصرية الفارسية المقيتة؟!. وفي عام 1975 غدر هذا الشاه مرة أخرى بالكورد وساوم عليهم في الجزائر حين تآمر عليهم مع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي آنذاك صدام حسين، أرجو أن يسمح لي القارئ الكريم أن أفتح قوساً هنا( إن حزب البعث المجرم بقيادة أحمد حسن البكر اجتمع في غرفة مظلمة مع زمرته أصحاب السوابق كعصابات المافيا وخططوا لانقلاب أسود، ونفذوه في 17 تموز، إلا أنهم دون خجل أطلقوا عليه الثورة البيضاء!!!) وذلك إبان انعقاد مؤتمر منظمة الدول المصدرة للنفط المعروفة اختصاراً باسم “أوبك- OPEC” بوساطة شيطانية من الرئيس الجزائري في حينه المرجوم هواري بومدين. لقد نزل لعنة الكورد الأبدية بالشاه محمد رضا من خلال رجل دين في بلاد المهجر وانتصر عليه بأيادي فارغة، ولم يكن أمامه إلا أن يفر من إيران بطريقة مهينة ومذلة ودموع الندم والحسرة تسيل على خديه وترافقه زوجته الثالثة تلك الآذرية… المدعوة فرح ديبا. عزيزي القارئ الكريم، لكي أكون أميناً على الكلمة، ودقيقاً في سردي للأحداث،لابد أن لا أنسى ما قام به فيما بعد قائد تلك الثورة السيد روح الله الموسوي الخميني ضد الشعب الكوردي المسلم في شرقي كوردستان، الواقع تحت نير الاحتلال الإيراني لم يختلف بقساوته عن ما قام به شاهي إيران الأب والابن محمد و رضا إن لم يكن أكثر خطيئة وجناية منهما، وذلك من خلال فتواه التي حرض فيها على قتل الكورد، أمام الجماهير قائلاً: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم. يا ترى ماذا تعني قراءة هذه الآية قبل البدء بالخطبة؟؟ وهل يجوز تكفير المسلم الذي نطق بالشهادتين؟؟. وقال آية الله الخميني في سياق خطبته في الجماهير: إن هؤلاء المتآمرين بمستوى كفار، هؤلاء المتآمرون في كوردستان وغيرها يعدون كالكفار، يجب أن يعاملوا بشدة وقساوة، يجب على الدولة أن تعاملهم بشدة، وهكذا الجيش يجب أن لا يتسامح معهم، يجب أن تتعامل معهم القوات المسلحة بقوة، إذا لا تعاملوهم بقوة نحن سنعاملهم بقوة، يجب أن يعلموا أن التسامح له حدود، لا نجعل أن يتلاعبوا بمصالح المسلمين. هذا كان نص ما قاله الخميني عن الكورد الذين طالبوا بجزء من حقوقهم كشعب له خصوصيته ويختلف عن الآخر في كل شيء، تماماً كما الشعوب الأخرى التي تختلف عن بعضها لغة وتاريخاً ووطناً. وهل يستحق هذا الشعب المسلم والمسالم بسبب هذه المطالبات الديمقراطية أن يواجه بالحديد والنار لأنه يطالب أن يكون سيد نفسه؟؟. على أية حال، بما أن السيد الخميني رجل دين ويعلم أحكام الإسلام أفضل من غيره فلذا لم يتأخر عنه لعنة الكورد سرعان ما نزل به وهجم جيش صدام حسين على إيران واحتل مدن وقرى عديدة منها وفي النهاية انتهت الحرب دون وصوله إلى كربلاء كما كان يحلم، ولم يكن أمامه إلا أن يصف قبول قرار إنهاء الحرب العراقية الإيرانية بـ”تجرع كأس السم” وهذا يظهر مدى الألم الذي عانى منه وذلك بإرغامه على قبول إنهاء الحرب بضغط دولي دون انتصاره أو انتصار غريمه القابع في بغداد. الشخص الآخر الذي لحقته لعنة الكورد، هو المدعو مصطفى كمال، الملقب بأتاتورك، حقيقة ليس غريباً على الأتراك شعب السفاحين هولاكو، وجنگيز خان، وتيمور لنگ، والآن أردوغان، أن يلقبوا مجرماً بأبيهم: أتا تورك!!. يعلم العالم من أقصاه إلى أقصاه أن المدعو أتاتورك… قام بأبشع الجرائم السادية ضد الشعب الكوردي المسالم، وذلك بعد أن أخمد ثوراتهم بالحديد والنار، وهجر مئات الآلاف منهم إلى غرب الكيان الذي سمي بعد عام 1923 بتركيا، لقد مات الآلاف منهم في الطريق، لكن يد الجبار لم تمهله كثيراً هو الآخر لقي حتفه ليس طبيعياً كما يموت الإنسان عندما يخرج السر الإلهي، لقد مرض أتاتورك بتشمع الكبد، الذي أذله أشد إذلال حتى فارق الحياة وفاضت روحه وانتقل إلى عالم اللا عودة تلحقه لعنة الكورد أبد الدهر. هنا نتساءل، يا ترى كيف ستكون نهاية رجب طيب أردوغان الذي فاق بجرائمه المذكور الذي سبقه؟؟ ما علينا إلا أن ننتظر وسنرى النهاية المحتومة له. لا ننسى أن سوريا هي الأخرى أجرمت كثيراً بحق الشعب الكوردي في غربي كوردستان فلذا لحقته لعنة الكورد ودفعت الفاتورة في حرب الأيام الستة؟ عام 1967 لقد دمر جيشها وخسرت جولان التي لا تبعد عن دمشق سوى شمرة عصا، أضف أن حافظ الأسد الذي أجرم بحق الكورد وباع جولان لإسرائيل سخم وجهه أبد الدهر، والآن نجله بشار يسير على خطى والده حافظ في جرائمه، بلا أدنى شك هو الآخر سيخلد في لائحة اللعن الأبدي. الشخص الآخر الذي لحقته لعنة الكورد هو الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي قاد انقلاباً على الرئيس الشرعي للجزائر (أحمد بن بلة) وأودعه السجن لعدة عقود، وأفرج عنه بعد وفاة هوارين بعامين؟. لقد توفى هواري بمرض “فالدنشتروم” أو داء الغضروفي لكردوس الفخذ. يقال قبل وفاته فقد الكثير من وزنه حتى أصبح أقل من 20 كيلو غرام وهذا يدل على أن لعنة الكورد لحقته وانتقمت منه أشد انتقام، لأنه هو من جمع بين الملعونين محمد رضا وصدام حسين وصالحهما على حساب الشعب الكوردي الجريح. أتذكر حينه كلاماً للرئيس التونسي (الحبيب بورقيبة) انتقد هواري بومدين على ما قام به وذلك بتوسطه بين الشاه وصدام على حساب الشعب الكوردي. إلا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على الظالمين. الآن نأتي إلى ذلك الأعرابي القادم من شبه جزيرة العرب إلى العراق وصار حاكماً فعلياً عليه بعنوان الوصي لعقد ونيف من الزمن، وبعد أن أتم فيصل الثاني السن القانوني وتوج ملكاً على العراق أصبح عبد الإله ولياً للعهد وصار يحكم تحت هذا العنوان؟؟!!. كما بينا أعلاه، أن القرار السياسي في العراق كان يصدر من عبد الإله، أي أن ما حل بالكورد منذ عام 1939 إلى عام 1958 المسؤول الأول عليه هو عبد الإله فلذا نزلت به لعنة الكورد في صبيحة يوم 14 تموز ودفع ثمن جرائمه ضد الكورد وغيرهم على أيدي الشعب العراقي والكوردستاني. المجرم الآخر الذي لم ينج من لعنة الكورد هو صاحب الـ14 وزارة المدعو نوري السعيد لقد كان الشخص الثاني في العراق بعد عبد الإله، أنه شريكه في كل ما ارتكب من جرائم خلال أعوام تبوء عبد الإله لسدة الحكم كوصي ومن ثم كولي للعهد. كان بإمكان نوري أن يحل القضية الكوردية حلاً عادلاً إلا أنه لم يفعل، وذلك بسبب تربيته التركية الطورانية التي تلقاها على أيدي الأتراك. هو الآخر لم يفلت من العقاب وكان مصيره كمصير عبد الإله سحل في شوارع بغداد، وسحله هذا أصبح شعاراً يردد كلما حس الشعب أن الحاكم في بغداد بدأ بالانحراف: ثوري يا بغداد ثوري … خل فلان يلحگ نوري. اتعظوا يا أولي الألباب قبل أن تنزل بكم لعنة الكورد وتلحقوا بنوري؟؟. وفي العهد الجمهوري، قام الفردي عبد الكريم قاسم بذات الجرائم التي قام بها من سبقه في العهد الملكي، حين قام بقصف القرى الكوردية وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، واعتقل أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني المجاز رسمياً، وأغلق جريدتهم الخ. سرعان ما نزل به لعنة الكورد وقتل على أيدي رفاقه الضباط الأحرار، ولم يعثر حتى على جثته أو قبره. وجاء بعده رفيق دربه الذي غدر بقاسم إلا وهو عبد السلام محمد عارف، لكن هو الآخر لم يتعظ وسار على نهج من سبقه في معاداته العبثية للشعب الكوردي الجريح، وهو الآخر دفع ثمن جرائمه ضد الكورد ولم يمت ميتة طبيعة بل احترق في السماء، وقال عنه العراقيون: صعد لحم ونزل فحم. لكن ليس كقاسم له قبر يضم رفاته المتفحمة؟. وجاء بعد عبد السلام شقيقه عبد الرحمن، لكن هذا الشخص لم يكن عنيفاً، وشهد البلد أيام حكمه استقراراً، ولم يقم بجريمة ضد الكورد، فلذا أكمل دورة حياته بكل هدوء وروية وعاش 91 سنة ومات ميتة طبيعة على فراشه في داره في الأردن، لم يمسه أحد بعد رحيله عن هذه الدنيا بسوء. لكن، الذي جاء بعد هو أحمد حسن البكر كان مجرماً بطبيعته القروية، وكان صدام حسين اليد التي يبطش بها. أما سياساته الكوردية الكوردستانية هي الأخرى كانت عنصرية وإجرامية، في أيامه ألغي بيان آذار، وأصدر البعث بدل عنه بيان مزيف ليس فيه للكورد شيء يذكر، وفي أيامه شن العراق حربه الظالمة ضد الكورد، وفي أيامه أيضاً جرى تعريب المناطق الكوردية في مقدمتها كركوك السليبة، وفي أيامه، وتحديداً عام 1970 جرى تهجير الكورد الفيلية إلى إيران. لكن، حين جاء وقت الحساب ودفع الفاتورة، قتل ابنه محمد بحادث سيارة، يقال كان حادثاً مدبراً من قبل صدام حسين، وفيما بعد توفيت زوجته وأصبح وحيداً، ومن ثم جرده صدام حسين من رئاسة الجمهورية وقيادة الحزب، وجاء به أمام شاشات التلفزة ليغرد كالببغاء الأجرب عن تنازله من الحزب والدولة لصدام حسين، ومن ثم سحب منه كل الامتيازات التي كان يتمتع بها وبسبب حسرته على خسارته لتلك الامتيازات والمناصب التي جرد منها تفاقم عليه المرض السكري الذي فتك به حتى أصبح هيكلاً عظمياً لا يقوى على الوقوف على قدميه، ولم يمض كثيراً على تجريده من كل مسؤولياته حتى ساءت حالته الصحية ولفظ أنفاسه الأخيرة وهو يتحسر ويتألم على كرسي الحكم الذي انتزع منه رغماً عنه. هذه هي لعنة الكورد تنزل بكل من يجرم بحق هذا الشعب المسالم، الذي ليس له أحد سوى الخالق الذي في نهاية الأمر ينتقم أشد انتقام من كل الذين يجرمون بحقه. الشخص الآخر الذي فاق بجرائمه ضد الشعب الكوردي الجميع هو المدعو صدام حسين، ومن ثم نجليه وبقية أفراد عائلته، وأقاربه من قرية العوجة. إن الجرائم التي قام بها الجيش العراقي المجرم وأجهزة صدام القمعية الأخرى ضد الشعب الكوردي في جنوب كوردستان وفي العراق كان بأمر مباشر من صدام حسين 1- محاولة اغتياله لقائد الحركة التحررية الكوردية ملا مصطفى البارزاني. 2- شن الحرب علي جنوب كوردستان عام 1974. 3- عمليات الأنفال التي راح ضحيتها 182000 مواطن كوردي بريء. 4- ضرب مدينة حلبجة وقرى سيوسانان وجيمن ومنطقة بهدينان ومدينة سردشت في شرقي كوردستان الخ بالسلاح الكيماوي. 5- تهجير الكورد الفيلية عام 1980 إلى إيران، ومن ثم قتل الآلاف من أبنائهم في معتقلاتهم بدم بارد. 6- قتل ثمانية آلاف بارزاني. 7- الهجوم على كوردستان عام 1991 الذي تسبب بالهجرة المليونية الخ الخ الخ. يا ترى كيف ستنزل لعنة الكورد بشخص أمر بارتكاب كل هذه الجرائم الشنيعة ضد الشعب الكوردي الجريح؟ لقد شاهد العالم كيف أصبح بعد إخراجه من حفرة العنكبوت واعتقاله من قبل الجيش الأمريكي، أعتقد، أن الحالة التي أصبح فيها يعجز الكلام عن وصفه، لأنه تحول من الآمر الناهي إلى شخص يقوده شرطي إلى محكمة الجنايات وهو مكبل اليدين والقدمين. كي لا أنسى، وعند إلقاء القبض عليه جاءوا به إلى المعتقل وعرضوه أمام كامرات التلفزة بلحية كثيفة ومتسخة وشعر رأس طويل مقمل وملابس رثة ووسخة. كل هذا لم يكفي، لأن فاتورته الإجرامية طويلة، لذا يجب عليه أن يدفعها قبل الرحيل من هذا العالم، ومن ثم يأتيه العذاب الإلهي عن كل ما اقترفتها يداه من جرائم يندى لها الجبين. لقد شاهد كيف قتل ولديه عدي وقصي ومعهما حفيده، وشاهد كيف هجولة عائلته في أصقاع العالم، زوجته وبناته، وأخيراً وبعد أن شاهد المسرحية التراجيدية إلى النهاية جاءوا به وعلقوه على عود المشنقة كما كان يفعل بالأبرياء، ولحق به فيما بعد أخوته غير الأشقاء، ومن ثم ابن عمه المجرم علي كيماوي الذي خوله صدام حسين سلطات رئيس الجمهورية في كوردستان وأهلك الحرث والنسل فيها؟؟!!. وتابعه في طريق اللا عودة الشلة البعثية المجرمة كالمجرم سلطان هاشم قائد عمليات الأنفال ضد الكورد والذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو داخل السجن.هناك أيضاً العديد من  جلاوزة صدام حسين وغيرهم أجرموا بحق الشعب الكوردي كعدنان خير الله طلفاح، حسين كامل، وليد سيرت، مزبان خضر هادي، عزيز العقيلي، خليفة داعش، حافظ الأسد الخ الخ الخ لكن، لكي لا نطيل نكتفي بهذا القدر.

 عزيزي المتابع، إن الهدف من سردنا التاريخي لأولئك الذين أجرموا بحق الكورد، لكي يكون درساً بليغاً لمن تربع على دست السلطة بعد عام 2003 وتحديداً أعني  القيادات الشيعية ومن بينهم القزم حيدر العبادي الذي عقابه قادم لا محالة وسينزل به لعنة الكورد عاجلاً أم آجلا.

“الانتقام من الطغاة أفضل انتقام” (توماس مور)

12 05 2021

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular